مرت البشرية بمراحل زمنية طويلة كان يلازمها بلا انقطاع أنبياء الله ورسله وحججه في أرضه، اتسمت هذه المراحل بالصراع الشديد بين البشرية وحجج الله بسبب إعتقاد البشرية بعدم وجود أوامر ونواهي من خالق الكون.
هذا الإعتقاد استولى على الفكر البشري لأسباب كثيرة أهمها انغماس الإنسان في المادة بحيث أنه يعتقد أنه يدير العالم بدون تدخل من خالق الكون، فمهما تقدمت البشرية مادياً كالحضارة الغربية الموجودة الآن فإنه لا يغنيها في الجانب المعنوي وما وراء المادة، بل ستزداد صعوبة فهمها لذلك حيث أن المادة ستعمي أبصارها أكثر فأكثر.
فلذلك عندما تراجع التاريخ تجد ملامح إعتقاد عدم إرسال الله لأوامره ونواهيه واضحة في مدعي الربوبية لهذا العالم، ابتداء من نمرود الذي عاصره بطل التوحيد خليل الله إبراهيم عليه السلام.
وعندما تقرأ كتاب الله العزيز تجد أن أكثر صراع أنبياء الله مع الطواغيت يدور حول إثبات أن هناك أوامر ونواهي آتية من قبل الخالق جل وعلا.
نمر حاليا في هذه المرحلة من التاريخ بنفس هذا الإعتقاد ولو اختلفت مصاديقه بعض الشيء، لأنه كما أشرت التقدم المادي لا يغنينا في عالم ما وراء المادة.
الطبيعة المادية التي خلقها الله في هذا العالم تجعل الإنسان يغفل عن أن هناك محرك له وللكون أجمع، حتى لو آمن أن هناك خالق لهذا الكون فإن الطبيعة المادية وشعوره بالسيطرة عليها ستجعله يعتقد أنه لا وجود لأوامر ونواهي من الله، فعندما يقوم بعصيان أمر من أوامر الله كتركه للصلاة مثلاً ولا يجد عقوبة فورية لفعلته سينخدع بهذا الإعتقاد الباطل.
فعندما نجد أنفسنا لا نهتم بفرائض الله التي أمرنا بها فمن دوافعنا في ذلك هذا الإعتقاد، وقس على ذلك الكثير من مصاديقه التي ستراها واضحة وجلية.
ميرزا المحفوظ
المادة وتأثيرها على الفكر البشري
أضيف بتاريخ 11/18/2016
ميرزا المحفوظ