توجسي من عبارة السلام الداخلي

أضيف بتاريخ 05/06/2023
Mirza Ali


لطالمنا أصابتني عبارة "السلام الداخلي" بنوع من الحساسية والتوجس، فهي عبارة فضفاضة ولم أعتد سماعها إلا في العقد المنصرم.
فضفاضة لأنها لا تستند لمبادئ وقيم، فالسلام الداخلي باستطاعة أي إنسان الحصول عليه ولو كان مجرما!، ولتتأكد شاهد المقابلات التي تجرى مع السفاحين والقتلة في السجون ستجد أن بعضهم راضٍ عن نفسه وما قام به بل ستجده يبادلك الضحكات والنكات.
هي عبارة تتردد على أسماعنا حديثاً ممن يدعي أنه حاصل على مقامات علمية وعملية عالية، بل أتذكر في بعض المقابلات مع طبيبة مسلمة بارعة في تخصصها تنطعت في نهاية المطاف بعد تعداد انجازاتها وتبوئها مناصب عليا في تخصصها وقالت أنها أفضل ما تحصلت عليه هو السلام الداخلي!.
بعد بحثي عن أصل هذه العبارة وجدت أن من أطلقها هم زعماء الهندوسية والبوذية، ولم أكن مستغربًا من ذلك لأن هذه عباراتهم، هلامية لا تحتوي على قيم ومبادئ.
ربما لن يكترث أغلب الناس عند سماعهم أو قراءتهم كتبا تحوي هذه العبارات والبحث عن أصلها، وحتى لو علموا من أين صدرت لن يكترثوا، فقد تم تجميل الديانة البوذية والهندوسية باعتبارها ديانات سلام وتأمل وروح.
بيد أنه من المعلوم أن مديري الحرب الناعمة ضد الدول الإسلامية أسسوا قواعد حربهم من هذه المنطلقات البوذية، فليس بريئا ترويجهم للمهاتما غاندي وليس بريئا ترويجهم للشخصيات البوذية والهندوسية الحالية، فأهدافهم كثيرة وخبيثة أهمها إلغاء المقاومة وتقليم مخالب الإنسان المسلم.