ادعاء أن الرياضة هي الحل للصحة النفسية

أضيف بتاريخ 12/24/2022
Mirza Ali


يُكثِْر الحديث الأطباء والمهتمون بالرياضة حول مدى قدرة الرياضة في تحسين الحالة النفسية، وكأن مزاج الإنسان لا يمكن ضبطه إلا بممارسة الرياضة.
صحيح أن الرياضة لها مدخلية في ذلك فهي تضبط هرمونات الجسم والمواد الكيميائية في الدماغ، ولها قدرة الحفاظ على التركيز.
ولكن في اعتقادي أن هذا الموضوع تم تضخيمه لأسباب عديدة، أهمها الخواء الروحي والنزعة المادية التي سيطرت على الغرب!، كيف يكون ذلك؟ سأتطرق له بشكل مختصر.

كلنا نعلم إلى أي مرحلة وصل له العالم الغربي في التفكك الأسري والنزعة الفردانية، فلذلك أرادوا إيجاد حلول للتداعيات النفسية التي سببها تقطُّع أوصال الأسرة والمجتمع، فما إن يكبر الابن أو البنت فهو مطالب بالانفراد عن العائلة، المجتمع أيضا تفكك فلا توجد اجتماعات أسرية أو إنسانية وهذا يؤدي لحالة عارمة من الاكتئاب، فما عليك إلا مراقبة مواقع التواصل الأجنبية وستسمع الشكاوي من كل جهة بسبب هذه التداعيات جراء التفكك الإنساني.
من ضمن حلولهم لهذه المشاكل هي تضخيم فاعلية الرياضة على الصحة النفسية، فهم كمن يريد أن يداوي مرضاً عضالاً بحبة بندول!.
ولكن انظر للشعوب الإسلامية كيف هي محافظة على صحة أفرادها النفسية حتى يتبين مدى أهمية النعمة التي نحن فيها ولكن للأسف الشديد بدأنا بالتأثر بالثقافة الغربية.
فديننا الحنيف يؤكد على أهمية تكوين الأسرة وارتباط العوائل بعضها ببعض، بل جعل صلة الرحم من أعظم الواجبات على المسلم، وأكتفي بهذا المثال وعليك ضرب الأمثلة الأخرى اختصاراً للمقال.
تأمل عندما يجتمع الأهل والأصحاب أي راحة نفسية تغمرهم بالتقائهم مع بعضهم البعض؟ هل الرياضة لها ربع هذا المفعول؟!.
الإنسان له أبعاد عديدة كالروح والبدن والنفس فلا يمكنك إغفال جهة عن أخرى وإلا حدثت تداعيات كبيرة مثل ما هو حاصل في المجتمعات الغربية، فعلينا التوازن بين هذه
الأبعاد وهذا حديث طويل يحتاج لمقال آخر.

ميرزا المحفوظ