كتاب: السيدة زينب ، رائدة الجهاد في الإسلام
المؤلف: الشيخ باقر شريف القرشي
عدد الصفحات: 402
📘 ملخص كتاب: السيدة زينب (عليها السلام) – رائدة الجهاد في الإسلام
✍️ تأليف: الشيخ باقر شريف القرشي
📖 تحقيق: مهدي باقر الكرباسي
🏛️ الناشر: مؤسسة الإمام الحسين (عليه السلام)
📅 الطبعة الثامنة – 1432هـ
📄 عدد الصفحات: 402
🌿 مقدمة في مقصد الكتاب
يُعدّ هذا السفر من أبرز ما كُتب في دراسة شخصية السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)، تلك المرأة التي تجسدت فيها أنوار الرسالة، وصار اسمها مرادفاً للجهاد والكلمة الصادقة في وجه الطغاة.
يهدف المؤلف إلى بيان أن زينب الكبرى (ع) لم تكن مجرّد أختٍ لإمام شهيد، بل كانت ركناً من أركان الثورة الحسينية و"رائدة الجهاد الإسلامي" التي أكملت رسالة كربلاء بلسانها بعد أن خمد السيف.
🕊️ الفصل الأول: السيدة زينب في ميزان النبوة والإمامة
-
وُلدت زينب (ع) في بيت الوحي، وربّاها أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (ع)، فجمعت في شخصها بين العقل العلوي والعاطفة الفاطمية.
-
ذكر المؤلف أن النبي (ص) بشّر بولادتها واحتضنها قائلاً:
«هي شبيهة جدّك في المنطق والحلم والعقل» (عن روايات الكافي ومناقب آل أبي طالب).
-
كانت من أعلم نساء عصرها، إذ أخذ عنها ابن عباس وعبد الله بن جعفر، وكانت تُدرّس نساء الكوفة القرآن والفقه.
⚔️ الفصل الثاني: دورها في واقعة كربلاء
-
شاركت السيدة زينب في كل مراحل الثورة الحسينية، من المدينة إلى كربلاء، وكانت السند الروحي للإمام الحسين (ع).
-
وصفها المؤلف بأنها قلب كربلاء النابض؛ إذ كانت تهتم بالجرحى وتواسي الأطفال وتحثّ الأبطال على الثبات.
-
عند استشهاد أخيها الحسين (ع)، وقفت على الجسد الطاهر قائلة:
«اللهم تقبّل منا هذا القربان» — فكانت أول من قدّم أعظم درس في التسليم لله.
-
ويرى المؤلف أن هذه الكلمة أسّست لفقه الجهاد النسوي في الإسلام، إذ رفعت المرأة إلى مقام الشريك في ميدان الشهادة.
🏛️ الفصل الثالث: خطبتها في الكوفة والشام
-
جعلها الشيخ القرشي محوراً أساسياً في الوعي الإسلامي؛ إذ يرى أن خطبة زينب في الكوفة كانت أول انتفاضة فكرية بعد كربلاء.
-
من كلماتها التي أوردها الكتاب:
«يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر، أتَبكون؟! فوالله لا يرقأ الدمع ولا تهدأ الزفرة...»
وهذه الخطبة – كما يوضح المؤلف – هزّت ضمائر الأمة وأعادت رسم صورة بني أمية في وجدان المسلمين. -
أما خطبتها في مجلس يزيد، فقد كانت ذروة الجهاد بالكلمة، إذ واجهت الطاغية بقولها:
«فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا...»
وهنا يؤكد المؤلف أن زينب (ع) أسّست مدرسة المقاومة بالكلمة، وجعلت من المنبر الحسيني سلاحاً روحياً خالداً.
💠 الفصل الرابع: السيدة زينب في نظر المؤرخين والعلماء
-
يستعرض المؤلف شهادات عدد من العلماء من المذاهب المختلفة، مثل ابن الأثير والذهبي والمحب الطبري، الذين أقرّوا بفضلها وعلمها.
-
كما نقل عن السيد ابن طاووس قوله:
«لو لم تكن زينب إلا ببلاغتها لكفتها، فهي لسان الحسين بعد مقتله».
-
واعتبرها الشيخ القرشي رمزاً لخلود ثورة الحسين، إذ لولاها لضاعت معالم النهضة الحسينية في صخب السياسة.
🌹 الفصل الخامس: زينب والأسرة الهاشمية
-
يتناول فيه المؤلف علاقتها بأبيها أمير المؤمنين (ع) وأمها الزهراء (ع)، وإخوتها الحسن والحسين (ع).
-
كما يذكر أنها عاشت بعد كربلاء في المدينة ثم الشام ومصر، وأينما حلت كانت منارة للعلم والعبادة.
-
يشير إلى ضريحها المبارك في الشام باعتباره "موضع دمعة المظلومين ومزار الأحرار"، ويستعرض الروايات التاريخية حول مكان دفنها.
🕊️ الفصل السادس: ملامح شخصيتها
الشيخ القرشي يرسم صورةً فريدةً للسيدة زينب (ع) من خلال خصالها:
-
العلم والحكمة: كانت تُفتي نساء المدينة، حتى لُقّبت بـ عالمة آل علي.
-
الزهد والعبادة: كانت تقوم الليل كله بالصلاة والدعاء رغم المصائب.
-
الصبر والثبات: صبرت على فقد الأحبة في كربلاء ولم تضعف عزيمتها.
-
البلاغة والشجاعة: خطبها تعدّ من روائع الأدب العربي في مواجهة الطغاة.
🩸 الفصل السابع: زينب في الوعي الإسلامي
-
يشرح المؤلف كيف أصبحت السيدة زينب (ع) رمزاً عالمياً للمقاومة، يتخذها الأحرار قدوة في مواجهة الظلم.
-
ويرى أن خطّها الرسالي لا يخصّ النساء فحسب، بل يمثّل امتداد فكر الإمامة في ميدان السياسة والجهاد.
-
لذلك ختم الكتاب بعنوان فرعي مؤثر:
«زينب صوت الحسين بعد استشهاده، وسيف الحق في يد الكلمة».
🪶 خاتمة الكتاب
في ختام الكتاب (ص 398–402)، يقدّم المؤلف خلاصة روحانية بليغة:
"لقد جسّدت السيدة زينب في مواقفها معنى الإنسان الكامل في الإسلام، فكانت رمز الصبر والجهاد والعقيدة، وامتداداً لرسالة النبي في وجه كل طاغٍ وجائر."
ويختم بالدعاء أن يجعل الله تعالى لزوارها نصيباً من شفاعتها ومقامها عند الله ورسوله.
✨ خلاصة عامة
هذا الكتاب ليس سيرةً تاريخية فحسب، بل دراسة فكرية ورسالية تنظر إلى السيدة زينب (ع) بوصفها الركن الثاني في ثورة كربلاء، والرائدة التي حملت راية الإصلاح والجهاد.
أسلوب الشيخ القرشي يجمع بين التحقيق التاريخي والنَفَس الوجداني، فيغدو النص منبراً أدبياً وروحياً يربط القلب بالعقل، ويجعل القارئ يعيش أجواء كربلاء من جديد.