كتاب: تواتر القرآن
المؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
عدد الصفحات: 128
📘 تواتر القرآن
تأليف: الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (صاحب وسائل الشيعة)
تحقيق: السيد محمد هادي الكرماني
عدد الصفحات: 128 صفحة
✨ أولاً: تعريف بالكتاب ومكانته
رسالة تواتر القرآن من أواخر ما كتبه الشيخ الحر العاملي (رحمه الله)، وهي من المصنفات التي أثبت فيها بالدليل العقلي والنقلي القطعي أن القرآن الكريم متواتر محفوظ من التحريف، نزل كما أُنزل على قلب النبي محمد ﷺ، بلا زيادة ولا نقصان.
والرسالة تُعدّ من أهم ما كتب في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين في موضوع إثبات تواتر النصّ القرآني عند الإمامية، وردّ الشبهات التي أطلقها بعض المتأخرين حول التحريف أو اختلاف المصاحف.
✨ ثانياً: غاية الكتاب
الغاية الأساس من هذه الرسالة هي الردّ على دعوى التحريف في القرآن الكريم، التي روّجها بعض الجهلة والمغرضين، وبيان أن الإمامية الإثني عشرية مجمعون على القول بحفظ القرآن وتواتره.
يقول المؤلف في مقدمته (ص 9):
«إنّ هذا القرآن الذي بأيدينا هو بعينه المنزل على محمد ﷺ، لم يُزد فيه ولم يُنقص منه، نقلته الأمة عن نبيها نقلاً متواتراً يفيد القطع واليقين.»
✨ ثالثاً: منهج الشيخ الحر العاملي
-
منهج توثيقي حديثي: اعتمد على روايات الأئمة (عليهم السلام) المصرّحة بأن القرآن محفوظ.
-
منهج عقلي: أقام براهين منطقية على استحالة التحريف في كتابٍ تعهّد الله بحفظه.
-
منهج تاريخي: أورد شهادة علماء المسلمين على مرّ العصور بتواتر المصحف الموجود.
-
منهج مقارن: ناقش أقوال الفرق الإسلامية في جمع القرآن وموقفها من التواتر.
✨ رابعاً: بنية الكتاب ومحتوياته (بحسب الفهرس في الصفحتين 5–7)
يتألف الكتاب من مقدمة وثلاثة أقسام رئيسة، تتبعها خاتمة مختصرة.
🔹 القسم الأول: حول تواتر القرآن عند المسلمين كافة
-
يبيّن أن جميع فرق الأمة الإسلامية، شيعة وسنّة، متفقة على أن القرآن محفوظ بالتواتر.
-
يورد الأدلة العقلية والحديثية على ذلك، ومنها:
-
قوله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾.
-
وروايات أهل البيت (ع) التي تأمر بالرجوع إلى القرآن في معرفة الحقّ.
-
-
يثبت أن التحريف في القرآن يناقض أصل الدين والنبوة، لأن القرآن هو المعجزة الباقية.
🔹 القسم الثاني: أدلة الإجماع من علماء الشيعة
-
يجمع فيه أقوال كبار العلماء الذين نصّوا على تواتر القرآن، مثل:
-
الشيخ المفيد
-
السيد المرتضى
-
الشيخ الطوسي
-
العلامة الحلي
-
الفيض الكاشاني
-
الشيخ الصدوق
-
الشيخ الطبرسي (صاحب مجمع البيان)
-
ويستشهد بنصّهم القاطع في أن القرآن مصون من الزيادة والنقصان، وما ورد في بعض الأخبار من ذكر "التحريف" إنما يراد به تحريف المعنى بالتأويل، لا اللفظ بالتبديل.
🔹 القسم الثالث: الردّ على دعاوى التحريف
-
يناقش الروايات الضعيفة التي تمسّ تواتر القرآن، ويفنّدها سنداً ودلالة.
-
يبيّن أن كثيراً من هذه الروايات مدسوسة من الغلاة أو من رواة العامة.
-
يشرح معنى التحريف عند القدماء، وأنه كان يُطلق على:
-
إساءة التأويل،
-
أو إسقاط التفسير في الحواشي،
-
لا حذف الآيات من المصحف.
-
-
ثم يورد أدلة عملية على حفظ القرآن:
-
استمرار التلاوة في الصلوات من عهد النبي إلى اليوم.
-
الإجماع على عدد السور والآيات.
-
اتفاق القراء على رسم المصحف.
-
بقاء لغة القرآن الأصيلة محفوظة بالتواتر.
-
🔹 خاتمة الكتاب
-
يؤكد فيها أن الخلاف حول القراءات أو الترتيب لا يمسّ أصل التواتر.
-
يوجّه رسالة إلى المسلمين جميعاً:
«من قال بتحريف القرآن فقد كفر، لأن إنكار حفظه إنكارٌ لوعد الله الصادق.»
-
ويختم بدعاء جميل (ص 126):
«اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وحجةً لنا يوم نلقاك.»
✨ خامساً: من أقوال العلماء في حق الشيخ الحر العاملي (ص 10–13)
نقل المحقق في الصفحات (10–13) شهادات العلماء في مكانة الحر العاملي، منهم:
-
العلامة المجلسي: وصفه بأنه «فقيه محدث متبحر جامع للعلوم».
-
السيد بحر العلوم: قال عنه «شيخ المحدثين في عصره».
-
الفيض الكاشاني: اعتبره من «أئمة الحديث الذين حفظوا الدين بسنّة سيد المرسلين».
وهذه الشهادات تُظهر مكانته العلمية التي جعلته أهلاً لتقرير مثل هذا الموضوع العقائدي الدقيق.
✨ سادساً: السمات العلمية للكتاب
-
نصّ موجز لكنه مكثف بالأدلة، يوازن بين النقل والعقل.
-
أسلوب متين خالٍ من التعصب، يخاطب الأمة بلسان الوحدة.
-
من أوائل الكتب الشيعية التي تُثبت تواتر القرآن استقلالًا.
-
يُعدّ مرجعاً كلاسيكياً في الدراسات القرآنية الدفاعية.
✨ سابعاً: القيمة العلمية والفكرية
-
أثبت الشيخ الحر العاملي في هذا العمل أن القول بالتحريف بدعة باطلة لا أصل لها في مذهب أهل البيت (ع).
-
أرسى الأساس لمنهج الثقة بالنص القرآني والرجوع إليه في الفقه والعقيدة.
-
رسالته اليوم مرجع لكل باحث في حجّية القرآن وتاريخه ونقله المتواتر.
✨ خلاصة الخلاصة
كتاب «تواتر القرآن» هو صرخة إيمان وعقل في وجه الشبهات،
يعلن أن القرآن كلام الله المنزل المحفوظ بيده، وأن الأمة بمجموعها قامت على نقله، فلا مطعن فيه ولا تغيير.
فهو، بحقٍّ، كما قال أحد المحققين عنه:
«أصدق ردّ على من أراد أن يشكّك في حفظ القرآن من غير علمٍ ولا فهمٍ لمراد أهل العصمة.»