شرح نهاية الحكمة

أضيف بتاريخ 12/20/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة



كتاب: شرح نهاية الحكمة - جزئين
المؤلف: الشيخ محمد مهدي المؤمن
عدد الصفحات: 612\679
الجزء الأول
الجزء الثاني

📘 ملخص كتاب: شرح نهاية الحكمة – للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (قده)
✍️ الشرح والتحقيق: الشيخ محمد مهدي المؤمن
📚 الناشر: مؤسسة التاريخ العربي – بيروت
📄 عدد الصفحات: 612 + 679 (جزآن)


🌿 تمهيد عام في الكتاب ومنهجه

يعدّ هذا الشرح من أبرز الشروح المعاصرة على متن نهاية الحكمة للعلامة الطباطبائي، وهو في الأصل دروس فلسفية ألقيت في الحوزة العلمية، ثم جُمعت ورتبت لتكون مدخلًا متكاملاً إلى الحكمة المتعالية، أي الفلسفة الصدرائية.

يركّز الشيخ المؤمن على توضيح المفاهيم الصدرائية بأسلوبٍ تعليميٍّ مبسّط، مع المقارنة بين المدارس الفلسفية (المشّائية، الإشراقية، والعرفانية)، موضّحًا مواقع الابتكار عند صدر المتألّهين.


🧩 الجزء الأول – في الوجود والماهية وما بعد الطبيعة

🔹 الفصل الأول: مفهوم الوجود وحقيقته

يبدأ المؤلف بشرح تقدّم الوجود على الماهية، وهو من أهم مباني الحكمة المتعالية.
يرى صدر المتألهين أن الوجود هو الحقيقة الأصيلة، وأن الماهية أمرٌ اعتباريّ ذهنيّ لا واقع له إلا بحدود الوجود.
يشرح الشيخ المؤمن هذا المبنى عبر أمثلة عقلية ولغوية، مبينًا أن القول بأصالة الوجود يفسّر وحدة العالم وتعدّد مظاهره.

“الوجود حقيقة واحدة مشكّكة، تختلف بالشدة والضعف لا بالماهية.”

كما يوضح أنّ الماهية لا تسبق الوجود في التحقق، بل هي قالبٌ إدراكيّ يُدرك به الوجود في حدود معينة.


🔹 الفصل الثاني: التشكيك في الوجود

يفصّل المؤلف معنى “الوجود المشكك” ويشرح مراتبه من الوجود الواجب إلى الوجود الممكن.
ويبيّن أن اختلاف الكائنات في الكمال والنقص اختلافٌ في درجات الوجود نفسه لا في ماهيات متباينة.
ثم يعقد مقارنة مع آراء ابن سينا والسهروردي، موضحًا كيف تجاوز صدر المتألّهين ثنائية العقل والمادة نحو رؤيةٍ موحدة.


🔹 الفصل الثالث: العلية والمعلولية

يتناول هذا الباب بحث العلّة والمعلول، فيشرح مراتب العلية الأربع (الفاعلية، الغائية، المادية، الصورية)، ويؤكد أن العلة الفاعلة الأولى هي الله تعالى، وأن كل ما سواه قائم به قيامًا رابطًا.
ثم يبيّن أن “الربط” بين العلة والمعلول هو ربط وجودي لا انفصال فيه، أي أن المعلول لا يملك استقلالًا ذاتيًا.


🔹 الفصل الرابع: الحركة الجوهرية

من أدقّ مباحث الجزء الأول، إذ يشرح الشيخ المؤمن رأي صدر الدين الشيرازي بأن الحركة لا تقتصر على الأعراض بل تشمل جوهر المادة نفسها.
وبذلك تصبح كل الكائنات في سيرٍ تكامليٍّ نحو الله.
يستدلّ المؤلف بالآيات القرآنية مثل قوله تعالى:

﴿كُلُّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾
ويشرح أن هذا “الشأن” هو تجدد الوجود في كل آن.


🪶 الجزء الثاني – في النفس والعقل والوجود الإلهي

🔹 الفصل الخامس: النفس الإنسانية

يفتح هذا الجزء ببحثٍ طويل حول حقيقة النفس، مؤكدًا أنها جسمانية الحدوث روحانية البقاء.
أي إنها تبدأ مادية، ثم تتجرّد بالتكامل المعرفي والأخلاقي.
ويعرض المؤلف مراحل تطور النفس:

  1. الحسّية (ارتباطها بالمادة).

  2. الخيالية (مرحلة الصور).

  3. العقلية (مرحلة التجرد الكامل).

ثم يربط بين هذه المراحل وبين مراتب المعرفة في العرفان النظري، مؤكدًا أن كمال النفس هو اتصالها بعقلها الفعّال.


🔹 الفصل السادس: العقل المجرد

يتناول مراتب العقول: الهيولاني، بالملكة، بالفعل، والمستفاد.
ويشرح أن العقل المستفاد هو الذي يتصل بالعقل الفعّال، وهو غاية ما يمكن أن يبلغه الإنسان من الكمال.
ويعرض الشيخ المؤمن رأي الطباطبائي في أن العقل الإنساني “يستمد إشراقه من الوجود المطلق، لا من الماهية الجزئية”.


🔹 الفصل السابع: الإلهيات بالمعنى الأخص

يتناول مباحث الذات والصفات الإلهية، فيؤكد المؤلف أن الوجود الواجب بسيط الحقيقة، فلا تركيب فيه ولا كثرة.
ويفصّل بين الصفات الذاتية (كالقدرة والعلم والحياة) والصفات الفعلية (كالخلق والرزق والإحياء والإماتة)، موضحًا أن الصفات ليست زائدة على الذات، بل هي عين الوجود الإلهي في تجلياته.

ويختم هذا الباب بتقرير قاعدة “بسيط الحقيقة كل الأشياء وليس بشيءٍ منها”، التي تشرح شمول الوجود الإلهي لجميع الكمالات دون تقيّد بالحدود.


🔹 الفصل الثامن: العرفان العقلي

ينهي الشيخ المؤمن شرحه بمقارنة بين العرفان الفلسفي والصوفي.
فالفيلسوف يصل إلى الله بالبرهان، والعرفان يصل إليه بالشهود، وكلاهما يلتقيان في نهاية السير، حيث يذوب الكثرة في الوحدة.
ويستشهد بالحديث الشريف:

“من عرف نفسه فقد عرف ربّه.”
ليؤكد أن معرفة النفس طريقٌ لمعرفة الحقّ.


📊 الملخص التحليلي

المحور الفكرة المركزية النتيجة الفلسفية
أصالة الوجود الوجود حقيقة واقعية والماهية اعتبار ذهني وحدة الوجود وتعدد مراتبه
التشكيك الوجود متدرج من الواجب إلى الممكن تفسير التفاوت في الكمال
الحركة الجوهرية كل جوهر في صيرورة نحو كماله الكون في تجدد دائم
النفس الإنسانية جسمانية الحدوث روحانية البقاء التكامل بالعلم والتهذيب
الصفات الإلهية عين الذات لا غيرها الله مطلق الكمال وبسيط الحقيقة

الخاتمة

«شرح نهاية الحكمة» ليس مجرّد شرحٍ نصيّ، بل هو بيانٌ تربويّ فلسفيّ يروم الجمع بين الدقة العقلية وروحانية الفلسفة الإسلامية.
يرى الشيخ المؤمن أن الحكمة المتعالية ليست فلسفة نظرية فحسب، بل طريق تهذيب للنفس وصعودٍ إلى الله عبر مراتب الوجود.
وبذلك يكون الكتاب من أهم الشروح المعاصرة التي تعيد إحياء منهج الطباطبائي وصدر المتألهين بلغةٍ حوزوية رصينة وميسّرة.