دور الأئمة والأنبياء في واقعة كربلاء

أضيف بتاريخ 11/27/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: دور الأئمة والأنبياء في واقعة كربلاء
المؤلف: الشيخ توفيق علوية العاملي
عدد الصفحات: 338

📖 ملخص كتاب: دور الأئمة والأنبياء في واقعة كربلاء
✍️ تأليف: الشيخ توفيق حسن علويّة العاملي
🏛️ الناشر: دار المنتقبين للطباعة والنشر – لبنان
📅 الطبعة الأولى: 1430هـ
📄 عدد الصفحات: 338


🌿 مقدمة المؤلف

يفتتح الشيخ توفيق العاملي كتابه بالحمد والثناء على الله تعالى، ويقول في مقدمته (ص ٧):

"لقد كنتُ متعطّشاً لمعرفة العلاقة بين الحسين عليه السلام وبين جميع الوجود، فوجدتُ أن الثورة الحسينية ليست حدثاً منفصلاً عن مسيرة الأنبياء والأئمة، بل هي ختامٌ للمشروع الإلهي في تربية الإنسان الكامل."

ويؤكد أن الهدف من تأليفه هذا الكتاب هو إظهار الترابط الرسالي بين الأنبياء جميعاً وثورة الحسين (ع)، بحيث تكون كربلاء مظهراً نهائياً لوحدة الرسالات السماوية في الدفاع عن التوحيد والكرامة.


⚖️ المحور الأول: التخطيط الإلهي لواقعة كربلاء

يرى المؤلف أن واقعة كربلاء لم تكن عملاً بشرياً محضاً، بل جزءاً من "التخطيط الإلهي" المستمر منذ آدم إلى النبي محمد (ص).
ويقول في المدخل (ص 9–10):

"الثورة الكربلائية ذات طبيعةٍ منهجيةٍ خاصة للتخطيط الإلهي المقصود واللعبدي منذ الأزل، لكونها الحلقة الأخيرة في سلسلة الأنبياء والأوصياء."

ثم يقسم عناصر الثورة إلى أربعة:

  1. القائد: الحسين (عليه السلام).

  2. الرسالة: الإسلام المحمدي الأصيل.

  3. الأنصار: الأصحاب والموالون.

  4. الهدف: إحياء الدين وإبطال الباطل .


🕊️ المحور الثاني: دور الأنبياء في التمهيد لكربلاء

يشرح الشيخ العاملي أن كل نبيٍّ من أنبياء الله شارك روحياً أو معنوياً في صناعة كربلاء:

  • آدم (ع): بكى حين أُهبط إلى الأرض على مصاب الحسين بعد أن عُرّف بمقتله في كربلاء.

  • نوح (ع): جرى ذكر الحسين في سفينته حين مرت بأرض كربلاء فمالت وكادت تغرق.

  • إبراهيم (ع): أُريَ في المنام مصرع الحسين وبكى عليه.

  • موسى (ع): حُذّر من طغيان قومٍ كطغيان بني أمية.

  • عيسى (ع): مرّ بأرض الطفّ وقال لتلاميذه: "هاهنا يُقتل سبط النبي الخاتم."

ويقول المؤلف إن هذه الروايات تدل على أن كربلاء ميثاقٌ نبويٌّ سابق، شارك فيه جميع أولياء الله، ليكون دم الحسين (ع) خاتمةَ العهد بين السماء والأرض.


💠 المحور الثالث: الأئمة ودورهم في صناعة النهضة الحسينية

يركز هذا الجزء على أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا حلقة واحدة متصلة في مسار التضحية، بدءاً من أمير المؤمنين علي (ع) وانتهاءً بالإمام المهدي (عج):

  • الإمام علي (ع): كان أول من بشّر بمقتل الحسين وقال: "كأني به صريعٌ بين النهرين."

  • الإمام الحسن (ع): مهّد بكلامه وسياساته لثورة أخيه، فقال: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله."

  • الإمام السجاد (ع): تولّى الجهاد الإعلامي بعد الطفّ بخطبه في الكوفة والشام.

  • الإمام الباقر (ع) والإمام الصادق (ع): أسّسا مدرسةً فكريةً أحيت روح كربلاء في الأمة.

  • الإمام المهدي (عج): هو الوارث النهائي لدم الحسين، إذ يقول في زيارته: "فلئن أُخّرتُ عن نصركم في الدنيا، لأندبنك صباحاً ومساءً."

ويخلص المؤلف إلى أن الأئمة (ع) كلهم اشتركوا في صناعة كربلاء بنحوٍ من الأنحاء، لتبقى الثورة الحسينية مشروعاً مستمراً لا ينتهي إلا بقيام القائم (عج) .


🩸 المحور الرابع: السمات الإيمانية لكربلاء

يقسّم الشيخ العاملي الثورة الحسينية إلى سماتٍ أربع رئيسة:

  1. السمعة التوحيدية: إذ كان الهدف حفظ الدين لا السلطة.

  2. السمعة الإيمانية: لأن الحسين (ع) خرج بمعرفةٍ ويقينٍ وشهودٍ إلهي.

  3. السمعة الاجتماعية: لأن حركته كانت ثورة أخلاقية شاملة.

  4. السمعة الجماعية: حيث ضمّت أطيافاً من كل الطبقات والأعراق، تمثيلاً للبشرية كلها في مواجهة الباطل .


⚔️ المحور الخامس: البعد الحضاري للثورة الكربلائية

يُبيّن المؤلف أن الثورة الحسينية أعادت تعريف مفهوم الجهاد الإلهي، وأنها أسست لمنهجٍ إصلاحي عالمي.
ويقول (ص 15–16):

"الثورة الكربلائية لم تكن حدثاً محدوداً، بل كانت قاعدةً حضاريةً لتوازن الوعي الإنساني بين المادة والروح، وبين الإيمان والسياسة."

ويضيف أن كل الثورات الإسلامية اللاحقة كانت امتداداً لمبادئ كربلاء، حتى الثورات المعاصرة ضد الاستبداد والاستعمار.


🌍 المحور السادس: كربلاء في مواجهة المشروع المادي الحديث

في الخاتمة (ص 18–19) ينتقد الشيخ العاملي الهيمنة الغربية الحديثة، معتبراً أن الإسلام يواجه اليوم طغياناً مشابهاً لطغيان يزيد، لكنه بثوبٍ جديد.
ويقول:

"أمريكا وإسرائيل اليوم هما يزيد هذا العصر، والسيف الحسيني باقٍ في قلوب المؤمنين لفضح الطغاة وإسقاط زيف الحضارات المزيفة."

ثم يختم بالدعوة إلى أن يكون إحياء كربلاء موقفاً عملياً لا طقساً شكلياً، مؤكداً أن دم الحسين (ع) ما زال يجري في شرايين الأمة حتى قيام دولة العدل الإلهي.


🪶 خاتمة الكتاب

يختم المؤلف بالدعاء قائلاً:

"اللهم اجعلنا من الطالبين بثأر الحسين، مع وليّك الإمام المهدي، واجعلنا من المتمسكين بولاية محمد وآله الطاهرين."


الخلاصة العامة

هذا الكتاب يمثل رؤية عقائدية تفسيرية لواقعة كربلاء في ضوء سلسلة النبوات والإمامة، فيربط التاريخ الإلهي من آدم إلى المهدي (عج) بخطٍّ واحدٍ هو خطّ الدم الحسيني.
الشيخ العاملي يعرض ثورة الحسين (ع) بوصفها قمة المشروع التوحيدي في تاريخ الإنسان، حيث التقت كل رسالات السماء في موقفٍ واحدٍ ضد الظلم والفساد.



DAWRALAAEMA