كتاب: المختار الثقفي، ثورة و جهاد
المؤلف: الشيخ باقر شريف القرشي
عدد الصفحات: 330
📗 ملخص كتاب: المختار الثقفي – ثورة وجهاد
✍️ تأليف: الشيخ باقر شريف القرشي
📖 تحقيق: مهدي باقر الكرباسي
🏛️ الناشر: مؤسسة الإمام الحسين (عليه السلام)
📅 الطبعة الخامسة: 1433هـ / 2012م
📄 عدد الصفحات: 330
🌿 تمهيد الكتاب
يستهلّ الشيخ باقر شريف القرشي كتابه بكلمة مفعمة بالعاطفة الدينية والتحليل التاريخي، يصف فيها المختار الثقفي بأنه "أحد أعلام الجهاد في الإسلام، ورمزٌ من رموز العزة والإباء في وجه الظلم الأموي".
ويقول في المقدمة (ص 8):
"المختار الثقفي ثائرٌ شجاع، ورافعُ رايةِ الحقّ، وقف بوجه طغيان الحكم الأموي الأسود، فدفع حياته ثمناً لولائه لأهل البيت (ع)."
⚖️ الفصل الأول: نشأته وتكوينه العلمي والسياسي
-
وُلد المختار بن أبي عبيدة الثقفي في الطائف في بيتٍ عريقٍ بالشرف والقيادة.
-
والده كان من وجوه العرب، اشتهر بالشجاعة، وقد استُشهد في معركة الجسر أثناء فتوح العراق.
-
نشأ المختار في الكوفة، وتربّى على حبّ أمير المؤمنين (ع)، وكان من الشيعة الأوائل المخلصين للإمام علي (ع).
-
تأثر بفكر الإمام علي في العدالة الاجتماعية والسياسة الإلهية، فصار يرى أن "السلطة لا تُمنح إلا لمن هو أهلٌ لها من آل بيت النبي (ص)".
🕊️ الفصل الثاني: علاقته بالإمام الحسين (عليه السلام)
-
يؤكد المؤلف أنّ المختار كان من الموالين للإمام الحسين (ع) منذ البداية، وشارك في التحضير للثورة.
-
غير أنّ اعتقاله من قِبل والي الكوفة ابن زياد حال بينه وبين الالتحاق بالإمام يوم عاشوراء.
-
يروي الشيخ القرشي أن المختار قال في السجن:
"اللهم إن أطلقتَني من أسرهم، لأقتلنّ بدم الحسين من قتلَه أو رضيَ بقتله."
ويُعدّ هذا النذر ـ كما يرى المؤلف ـ بداية الثورة المختارية التي تفجّرت بعد مقتل الإمام الحسين (ع).
⚔️ الفصل الثالث: انطلاق الثورة
-
بعد استشهاد الحسين (ع) وعودة السبايا، عمّ الغضبُ الكوفةَ، فاستثمر المختار هذا الشعور لإعلان الثورة.
-
رفع شعار: "يا لثارات الحسين"، فالتفّ حوله الثائرون والموالون لأهل البيت.
-
يصف المؤلف في (ص 12–13) أن المختار “لم يكن طالب سلطة، بل طالب عدل”، وأنه “أقام دولةً علويّة في قلب العراق، هدفها القصاص من قتلة الحسين (ع)”.
🏛️ الفصل الرابع: حكومة المختار في الكوفة
-
بعد طرده للوالي الأموي، أسّس حكومةً تعتمد على الشورى والعدالة، وعيّن قضاةً من الشيعة المعروفين بالورع.
-
اتخذ من دار الإمارة بالكوفة مركزاً لإدارته، وجعل شعاره “الحق يُؤخذ ولا يُعطى”.
-
استشهد المؤلف بأقوال المؤرخين في عدالته السياسية، ومنهم المسعودي واليعقوبي، اللذان ذكرا أن المختار “أعاد هيبة العدل العلوي بعد غياب طويل”.
⚔️ الفصل الخامس: القصاص من قتلة الحسين (عليه السلام)
من أهم فصول الكتاب وأقواها تفصيلاً، وفيه يروي الشيخ القرشي معارك المختار ضدّ القتلة:
-
قتل عمر بن سعد (قائد جيش كربلاء).
-
قتل شمر بن ذي الجوشن.
-
قتل خولي بن يزيد الأصبحي.
-
ملاحقة بقية الجناة من جيش ابن زياد حتى فرّ كثير منهم إلى الشام.
ويرى المؤلف أن هذه الأعمال كانت تحقيقاً لوعد الله في الانتقام لدماء الحسين (ع)، وأن المختار كان "يد الله التي اقتصّت من الظالمين".
🌹 الفصل السادس: مواقفه مع محمد بن الحنفية
-
كان المختار يؤكد دائماً أنه ممثل لمحمد بن الحنفية (ابن أمير المؤمنين)، وأن حركته تنطلق من تفويضه.
-
وقد راسله قائلاً:
"إني دعوتُ الناس إلى طاعتك، ونسبتُ الأمر إليك، وقلتُ إنك الإمام المفترض الطاعة."
-
يردّ المؤلف على بعض المستشرقين الذين اتهموا المختار بالافتراء على محمد بن الحنفية، قائلاً إنّ الروايات التاريخية تثبت صدقه وإخلاصه للإمامة.
🕯️ الفصل السابع: مقتله ونهاية الثورة
-
انتهت حياة المختار في معركةٍ داميةٍ مع مصعب بن الزبير، الذي أرسله أخوه عبد الله بن الزبير لاستعادة العراق.
-
حُوصِر المختار في قصره بالكوفة، فقاتل حتى استُشهد مع سبعة آلاف من أنصاره.
-
يقول الشيخ القرشي في ختام الفصل:
"لقد استشهد المختار وهو ثابتٌ على ولائه، لم يبدّل ولم يخف، فكان ختامُه شهادةً تُسطّرها السماء."
💠 الفصل الثامن: المختار في ميزان التاريخ والعقيدة
-
يعرض المؤلف مختلف المواقف من المختار:
-
المدرسة الأموية وصفته بالمتمرّد الكذاب.
-
المدرسة الشيعية عدّته مجاهداً صادقاً، وقد وردت روايات عن الأئمة (ع) تشيد بعمله.
-
-
يستشهد بقول الإمام الباقر (ع):
"لا تسبّوا المختار، فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا." (الكافي، ج8، ص342).
-
وبقول الإمام الصادق (ع):
"رحم الله المختار، ما ترك لنا حقّاً إلا استخرجه."
ويعلّق الشيخ القرشي قائلاً:
"من يقرأ سيرة المختار بعين الإنصاف، يراه بطلاً من طراز عليٍّ والحسين، لم يكن يريد ملكاً، بل نصرة الدين وكرامة المظلومين."
🪶 الخاتمة
يختم المؤلف كتابه بنداء وجداني:
"سلامٌ على المختار يوم خرج ثائراً، ويوم جاهد صادقاً، ويوم لقي ربّه شهيداً، سلامٌ على كل من سار على درب الحسين (ع) والمختار، دربِ الدم والعدل والكرامة."
🌺 الخلاصة العامة
كتاب «المختار الثقفي – ثورة وجهاد» هو دراسة موسوعية تجمع بين التحقيق التاريخي والتحليل الروحي، تبرز شخصية المختار كأحد أعمدة النهضة الحسينية، وتفصّل مسيرته من الإيمان إلى الجهاد إلى الشهادة.
أسلوب الشيخ القرشي يجمع بين بلاغة الأدب الحسيني ودقة الباحث التاريخي، فجاء الكتاب مرجعاً رصيناً لمن يريد فهم الثورة المختارية كحلقة مكملة لمسيرة كربلاء.