مناظرة مع علماء من روسيا

أضيف بتاريخ 11/18/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: مناظرة مع علماء من روسيا، حول زيارة القبور والتوسّل والتبرّك
المؤلف: الشيخ نجم الدين الطبسي
عدد الصفحات: 73

أولاً: طبيعة الكتاب وهدفه

هذا الكتاب عبارة عن نصّ مناظرة علمية مباشرة جرت بين الشيخ نجم الدين الطبسي — أحد أساتذة الحوزة — ومجموعة من العلماء الروس الذين كانوا يدرسون الإسلام، ويبحثون في:

  • حكم زيارة القبور

  • معنى التوسل

  • مسألة التبرك

وقد أرادوا فهم رؤية الشيعة الإمامية لهذه الأمور.

فالكتاب ليس بحثاً نظرياً، بل توثيق لحوارٍ عقائديٍّ علمي، يتميّز بالأدب والمنطق وقوة الدليل.


ثانياً: سياق وموضوع المناظرة

يدور الحوار حول ثلاث مسائل محورية:

  1. زيارة القبور: مشروعيتها في الإسلام، وفعل النبي (ص).

  2. التوسل: هل هو شرك؟ أم وسيلة مشروعة شرعاً؟

  3. التبرك: هل يجوز التبرك بآثار النبي والأئمة، وهل فعله الصحابة؟

ويبدأ الشيخ الطبسي بإيضاح أصل الإشكالات الفكرية التي وصلت للعلماء الروس من خلال:

  • كتب الوهابية

  • حملات التشويه العقائدية

  • الفهم الخاطئ للتوحيد

ثم ينطلق إلى النقاش بالدليل.


ثالثاً: محاور المناظرة الأساسية

🔹 1. مشروعية زيارة القبور

بيّن الشيخ الطبسي:

  • أن النبي (ص) زار قبر أمه آمنة وبكى.

  • وأنه قال:
    «كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور ألا فزوروها».

  • وأن المسلمين زاروا قبر النبي جيلاً بعد جيل.

  • وأن منع زيارة القبور من البدع التي ظهرت في القرن الثالث الهجري.

واعتمد على الأدلة من:

  • صحيح مسلم

  • سنن ابن ماجة

  • مصادر الشيعة المعتمدة

  • كتب التاريخ

ووضّح للعلماء الروس أنّ زيارة القبور تزيد الارتباط بالآخرة، ولا علاقة لها بالشرك.


🔹 2. التوسّل: مفهومه وحدوده

يشرح الشيخ أنه:

  • ورد في القرآن: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.

  • وتوسّل آدم بالنبي (ص).

  • وتوسل الأعمى بالنبي في حياته، فعاد بصيراً.

  • والتوسل هو: طلب الدعاء من أولياء الله.

وبيّن أن التوسل ليس عبادة لغير الله، بل هو:

دعاء لله، لكن عبر أحبّائه، كما نتوسل بدعاء الصالحين الأحياء.

والأئمة (ع) بعد وفاتهم أحياء عند ربهم، بنص القرآن.


🔹 3. التبرك بآثار النبي والأولياء

أورد الشيخ نصوصاً تثبت:

  • أن الصحابة تبركوا بوضوء النبي.

  • وأخذوا شعره وثيابه بعد وفاته.

  • وأن أمير المؤمنين (ع) احتفظ بآثار رسول الله.

  • وأن العلماء السُنّة ذكروا هذا التبرك في كتبهم.

وبرهن أن التبرك:

ليس عبادة، بل علاقة مودة وتعظيم، مثل حفظ متعلقات الأنبياء.


🔹 4. الردّ على الشبهات

في كل نقطة، واجه العلماء الروس شبهات نقلوها عن الفكر الوهابي، ومنها:

  • «زيارة القبور شرك»

  • «التوسل عبادة لغير الله»

  • «الصحابة لم يتبرّكوا بالآثار»

وقد ردّ الشيخ الطبسي عليها بأدلة:

  • قرآنية

  • حديثية

  • عقلية

  • تاريخية

  • ومقارنة بين مدارس المسلمين

حتى انتهت المناظرة لصالح الدليل، وانكشف خطأ تلك الشبهات.


رابعاً: أسلوب الشيخ الطبسي في الحوار

امتاز أسلوبه بـ:

  • الهدوء والوقار

  • الاستشهاد بالمصادر السنية قبل الشيعية

  • احترام المخالف

  • التفكيك العلمي للشبهة

  • تقديم البديل الصحيح

  • الاستشهاد بالروايات المتفق عليها بين المسلمين

وقد أثنى العلماء الروس على:

  • قوة الاستدلال

  • وضوح المفاهيم

  • الأخلاق العالية في الردّ


خامساً: النتائج التي انتهت إليها المناظرة

خلص العلماء الروس بعد الحوار إلى:

  1. أن زيارة القبور مشروعة في الإسلام.

  2. وأن التوسل ليس شركاً بل سنة نبوية.

  3. وأن التبرك فعله الصحابة أنفسهم.

  4. أن الفكر الوهابي هو منشأ الإشكال، وليس التراث الإسلامي الأصيل.

  5. أن عقائد الشيعة عقلية وواضحة ومدعومة بالقرآن والسنة.

وانتهت المناظرة بروحٍ طيبة، وافتتح الشيخ الطبسي للقراء نافذة على الحوار العلمي الراقي بين الثقافات.


خلاصة الخلاصة

هذا الكتاب الصغير في حجمه، عظيم في محتواه، يقدم:

نموذجاً راقياً لمناظرة علمية تثبت مشروعية زيارة القبور، وأصالة التوسل، وشرعية التبرك، بالأدلة القرآنية والحديثية المتفق عليها بين المسلمين.

كتاب يصلح:

  • للدعاة،

  • والخطباء،

  • والباحثين،

  • وكل من يريد تفنيد الشبهات الوهابية.

وقد أحسن الشيخ الطبسي في عرضه وبيانه.



MUNADHARA