كتاب: مناظرة مع علماء من روسيا، حول زيارة القبور والتوسّل والتبرّك
المؤلف: الشيخ نجم الدين الطبسي
عدد الصفحات: 73
✨ أولاً: طبيعة الكتاب وهدفه
هذا الكتاب عبارة عن نصّ مناظرة علمية مباشرة جرت بين الشيخ نجم الدين الطبسي — أحد أساتذة الحوزة — ومجموعة من العلماء الروس الذين كانوا يدرسون الإسلام، ويبحثون في:
-
حكم زيارة القبور
-
معنى التوسل
-
مسألة التبرك
وقد أرادوا فهم رؤية الشيعة الإمامية لهذه الأمور.
فالكتاب ليس بحثاً نظرياً، بل توثيق لحوارٍ عقائديٍّ علمي، يتميّز بالأدب والمنطق وقوة الدليل.
✨ ثانياً: سياق وموضوع المناظرة
يدور الحوار حول ثلاث مسائل محورية:
-
زيارة القبور: مشروعيتها في الإسلام، وفعل النبي (ص).
-
التوسل: هل هو شرك؟ أم وسيلة مشروعة شرعاً؟
-
التبرك: هل يجوز التبرك بآثار النبي والأئمة، وهل فعله الصحابة؟
ويبدأ الشيخ الطبسي بإيضاح أصل الإشكالات الفكرية التي وصلت للعلماء الروس من خلال:
-
كتب الوهابية
-
حملات التشويه العقائدية
-
الفهم الخاطئ للتوحيد
ثم ينطلق إلى النقاش بالدليل.
✨ ثالثاً: محاور المناظرة الأساسية
🔹 1. مشروعية زيارة القبور
بيّن الشيخ الطبسي:
-
أن النبي (ص) زار قبر أمه آمنة وبكى.
-
وأنه قال:
«كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور ألا فزوروها». -
وأن المسلمين زاروا قبر النبي جيلاً بعد جيل.
-
وأن منع زيارة القبور من البدع التي ظهرت في القرن الثالث الهجري.
واعتمد على الأدلة من:
-
صحيح مسلم
-
سنن ابن ماجة
-
مصادر الشيعة المعتمدة
-
كتب التاريخ
ووضّح للعلماء الروس أنّ زيارة القبور تزيد الارتباط بالآخرة، ولا علاقة لها بالشرك.
🔹 2. التوسّل: مفهومه وحدوده
يشرح الشيخ أنه:
-
ورد في القرآن: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.
-
وتوسّل آدم بالنبي (ص).
-
وتوسل الأعمى بالنبي في حياته، فعاد بصيراً.
-
والتوسل هو: طلب الدعاء من أولياء الله.
وبيّن أن التوسل ليس عبادة لغير الله، بل هو:
دعاء لله، لكن عبر أحبّائه، كما نتوسل بدعاء الصالحين الأحياء.
والأئمة (ع) بعد وفاتهم أحياء عند ربهم، بنص القرآن.
🔹 3. التبرك بآثار النبي والأولياء
أورد الشيخ نصوصاً تثبت:
-
أن الصحابة تبركوا بوضوء النبي.
-
وأخذوا شعره وثيابه بعد وفاته.
-
وأن أمير المؤمنين (ع) احتفظ بآثار رسول الله.
-
وأن العلماء السُنّة ذكروا هذا التبرك في كتبهم.
وبرهن أن التبرك:
ليس عبادة، بل علاقة مودة وتعظيم، مثل حفظ متعلقات الأنبياء.
🔹 4. الردّ على الشبهات
في كل نقطة، واجه العلماء الروس شبهات نقلوها عن الفكر الوهابي، ومنها:
-
«زيارة القبور شرك»
-
«التوسل عبادة لغير الله»
-
«الصحابة لم يتبرّكوا بالآثار»
وقد ردّ الشيخ الطبسي عليها بأدلة:
-
قرآنية
-
حديثية
-
عقلية
-
تاريخية
-
ومقارنة بين مدارس المسلمين
حتى انتهت المناظرة لصالح الدليل، وانكشف خطأ تلك الشبهات.
✨ رابعاً: أسلوب الشيخ الطبسي في الحوار
امتاز أسلوبه بـ:
-
الهدوء والوقار
-
الاستشهاد بالمصادر السنية قبل الشيعية
-
احترام المخالف
-
التفكيك العلمي للشبهة
-
تقديم البديل الصحيح
-
الاستشهاد بالروايات المتفق عليها بين المسلمين
وقد أثنى العلماء الروس على:
-
قوة الاستدلال
-
وضوح المفاهيم
-
الأخلاق العالية في الردّ
✨ خامساً: النتائج التي انتهت إليها المناظرة
خلص العلماء الروس بعد الحوار إلى:
-
أن زيارة القبور مشروعة في الإسلام.
-
وأن التوسل ليس شركاً بل سنة نبوية.
-
وأن التبرك فعله الصحابة أنفسهم.
-
أن الفكر الوهابي هو منشأ الإشكال، وليس التراث الإسلامي الأصيل.
-
أن عقائد الشيعة عقلية وواضحة ومدعومة بالقرآن والسنة.
وانتهت المناظرة بروحٍ طيبة، وافتتح الشيخ الطبسي للقراء نافذة على الحوار العلمي الراقي بين الثقافات.
✨ خلاصة الخلاصة
هذا الكتاب الصغير في حجمه، عظيم في محتواه، يقدم:
نموذجاً راقياً لمناظرة علمية تثبت مشروعية زيارة القبور، وأصالة التوسل، وشرعية التبرك، بالأدلة القرآنية والحديثية المتفق عليها بين المسلمين.
كتاب يصلح:
-
للدعاة،
-
والخطباء،
-
والباحثين،
-
وكل من يريد تفنيد الشبهات الوهابية.
وقد أحسن الشيخ الطبسي في عرضه وبيانه.