كتاب: من سنن النبي (ص) ، البكاء على الميت
المؤلف: السيد مرتضى العسكري
عدد الصفحات: 24
📘 ملخّص كتاب: من سنن النبي (ص) – البكاء على الميت
المؤلف: السيد مرتضى العسكري
عدد الصفحات: 24 صفحة
الناشر: سلسلة "على هامش الكتاب والسنة"
الطبعة: بيروت، سنة 1974م تقريباً
🌿 أولاً: هدف الكتاب ومكانته
يُعدّ هذا الكتاب الصغير في حجمه، عظيمًا في مضمونه، إذ يتناول واحدةً من أكثر المسائل التي دار حولها الخلاف بين المدارس الإسلامية، وهي مسألة البكاء على الميت: هل هو من السنة أم من البدعة؟
وقد سعى السيد مرتضى العسكري، وهو من كبار المحققين والمحدثين الإمامية، إلى إثبات أن البكاء على الميت سنةٌ نبوية ثابتة بالأحاديث الصحيحة المتواترة، وردّ الشبهات التي نسبت النهي عن البكاء إلى النبي (ص).
🕊️ ثانياً: مضمون الكتاب
🔹 1. المقدمة (ص 5)
يبدأ المؤلف بمقدمة قصيرة يبين فيها منهج “الوحدة في مائدة الكتاب والسنة”، أي وجوب توحيد المسلمين حول نصوصهما الصحيحة، لا حول المذاهب المتفرعة منهما.
ثم يشير إلى أن من أسباب التفرقة بين المسلمين اختلاف فهم السنة، وضرب مثالاً على ذلك بمسألة البكاء على الميت، التي منعها بعضهم وجعلها من النياحة المنهية، بينما هي ثابتة في سيرة النبي (ص) نفسه .
🕯️ ثالثاً: الروايات التي تثبت بكاء النبي (ص)
ابتداءً من الصفحة (7) وما بعدها، يعرض السيد العسكري ثمانية نماذج من روايات صحيحة من كتب الجمهور تثبت أن النبي (ص) بكى على من مات من أهله وأصحابه:
🩸 1. بكاء النبي على سعد بن عبادة
في صحيح مسلم: دخل النبي (ص) على سعد فوجده يحتضر، فبكى، وقال:
«إن الله لا يعذّب بدمع العين، ولكن يعذّب بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحم به» .
وهي رواية تؤكد أن البكاء الطبيعي من الرحمة، لا من الجزع المحرّم.
🌸 2. بكاءه على ابنه إبراهيم
في البخاري ومسلم: لما احتضر ابنه إبراهيم بكى، وقال:
«تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» .
ويعلّق المؤلف بأن هذا الحديث وحده كافٍ في إثبات أن البكاء سنةٌ نبوية.
🕊️ 3. بكاؤه على سبطه الحسين (ع)
في الصفحات (13–18) يجمع السيد العسكري الروايات من مسند أحمد وتاريخ ابن عساكر والبيهقي والطبراني، التي تذكر بكاء النبي على الحسين قبل استشهاده، منها:
«دخل جبرئيل على النبي (ص) ومعه تربة حمراء، فقال: هذه تربة الأرض التي يُقتل فيها ابنك الحسين، واسمها كربلاء، فبكى رسول الله (ص)» .
وهذه من الروايات التي صحّحها ابن حجر والذهبي في مواضع متعددة.
🕊️ 4. بكاؤه على حمزة سيد الشهداء
في مسند أحمد والطبقات الكبرى لابن سعد: لما رجع النبي (ص) من أُحد، وقف على جسد حمزة وبكى بكاءً شديدًا وقال:
«لن أصاب بمثلك أبداً» .
ثم ذكر السيد العسكري أن بكاء النساء على حمزة كان بإقرار النبي (ص) لا بنهيه.
🕊️ 5. بكاؤه على جعفر بن أبي طالب
في الاستيعاب وتاريخ ابن الأثير: لما بلغه مقتل جعفر، دخل على أهله، واحتضن أبناءه، وذرفت عيناه، وقال:
«على مثل جعفر فلتبكِ البواكي» .
🕊️ 6. بكاؤه على الشهـداء يوم أحد
في صحيح البخاري:
«زار النبي (ص) قبور أُحد فبكى، وبكى معه الصحابة» .
🌺 رابعاً: مقارنة الروايات الناهية عن البكاء
في الصفحتين الأخيرتين (ص19–20)، يعرض المؤلف الروايات التي يُظنّ أنها تنهى عن البكاء، مثل:
«إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه»،
ثم يردّ عليها بردٍّ علميٍ دقيق، قائلاً:
-
هذه الروايات منقولة عن عمر بن الخطاب وابنه،
-
وقد خالفتها روايات كثيرة عن النبي (ص) نفسه،
-
كما أن عائشة ردّت على عمر وابنه، فقالت:
«رحم الله عمر، والله ما قال رسول الله ذلك، إنما قال: إن الكافر يُزاد عذابًا ببكاء أهله عليه» .
ويبيّن السيد العسكري أن هذا الحديث المنسوب إلى النهي عن البكاء محرّف المعنى، أُخذ من سياقٍ خاص وأُطلق على عموم الأمة.
📜 خامساً: الاستنتاجات النهائية
في خلاصة البحث، يؤكد السيد العسكري أن:
-
البكاء على الميت من الرحمة التي فطر الله الناس عليها، وقد بكى النبي (ص) مرارًا، وهو القدوة الحسنة.
-
النهي عن البكاء ورد في النياحة والصراخ ولطم الخدود، لا في الدموع والعَبرة.
-
إن الأحاديث الصحيحة المتواترة تهدم القول بتحريم البكاء، وتثبت أنه سنة نبوية مباركة.
-
من السنن المأثورة أيضًا زيارة القبور والدعاء للأموات، وهي مظهر من مظاهر الوفاء والإنسانية .
💡 خلاصة الخلاصة
كتاب «من سنن النبي (ص): البكاء على الميت» هو رسالة علمية موجزة في نصرة الرحمة على القسوة، والعقل على الجمود.
أثبت السيد مرتضى العسكري بالأسانيد المتفق عليها عند جميع المسلمين أن البكاء على الميت ليس بدعة، بل هو من سنن النبي نفسه، وأن المنع منه ناتج عن سوء فهم النصوص أو تحريفها عن مواضعها.
«إن دمعةً يذرفها المؤمن على الميت من قلبٍ رقيق، هي رحمةٌ يُحبّها الله، كما بكى نبيّه على الأحبة والخلان.» — السيد مرتضى العسكري