كتاب: الدين بين معطيات العلم وإثارات الإلحاد
المؤلف: السيد منير السيد عدنان الخباز القطيفي
عدد الصفحات: 256
📘 الدين بين معطيات العلم وإثارات الإلحاد
تأليف: سماحة السيد منير السيد عدنان الخباز القطيفي
إعداد: شبكة المنير
عدد الصفحات: 256 صفحة
✨ أولاً: فكرة الكتاب وغايته
الكتاب يعالج التقاطع بين الدين والعلم الحديث، في ضوء المدّ الإلحادي المتصاعد الذي يحاول تفسير الكون والإنسان تفسيرًا ماديًّا خالصًا.
يهدف السيد الخباز إلى:
-
إثبات عقلانية الدين وواقعية وجود الله تعالى.
-
الردّ على الشبهات الإلحادية التي تُقدَّم باسم “العلم التجريبي”.
-
بيان انسجام المعطيات العلمية الحديثة مع العقيدة التوحيدية.
وقد قسّم السيد الكتاب إلى ثلاثة فصول رئيسة، كما ورد في مقدّمته (ص 6):
🔹 الفصل الأول: دلائل وجود الله في العلم والفلسفة
1. السؤال الجوهري: من الذي يدفع الإنسان للبحث عن الله؟
يبدأ السيد ببيان أن ميل الإنسان نحو المطلق فطريٌّ، وأن الغريزة المعرفية تقوده إلى التساؤل عن خالقه، إذ لا يُمكن للعقل أن يتجاهل وجود نظام محكم دون منظّم.
2. الردّ على دعوى أن فكرة “الله” أسطورة قديمة
يناقش السيد الخباز دعوى الإلحاد المعاصر التي ترى في الإيمان بالله امتدادًا للأساطير، كما روّج لذلك ريتشارد دوكنز في كتابه “وهم الإله”.
فيردّ بأن الإيمان بالله ليس نتاج الخرافة، بل نداء الفطرة والعقل معًا، ويشير إلى أن فكرة الألوهية لازمت الإنسان منذ وُجد، وأن الأنبياء جاءوا لتنقية الفطرة من شوائب الوهم لا لزرعها.
3. الأدلة العلمية على وجود الخالق
أ. نشأة الكون ودليل الانفجار العظيم
-
يستند إلى ما أثبته علم الفلك الحديث من توسّع الكون (كما يظهر في صفحة 17)، مؤكدًا أن هذا التوسع يدلّ على حدوث الكون بعد عدم.
-
يورد ظاهرة الانزياح نحو الأحمر (Red Shift) التي اكتشفها العالم إدوين هابل عام 1929، والتي تثبت أن المجرات تبتعد عن بعضها، أي أن الكون يتمدّد من نقطة بداية واحدة.
ب. قانون الديناميكا الحرارية الثاني
-
يشرح (في صفحة 20) أن هذا القانون يدل على اتجاه الطاقة نحو التناقص والاضطراب، مما يعني أن الكون يسير نحو نهاية حرارية، ولو كان أزليًّا لما كان هناك ترتيب منظّم.
-
النتيجة: الكون مخلوق حادث، لا يمكن أن يكون أزليًّا بذاته.
ج. الضبط الدقيق للكون (Fine-Tuning)
-
يستعرض المؤلف ما أشار إليه الفيزيائيون من أن ثوابت الكون الدقيقة (كتوازن الجاذبية والكتلة والطاقة) لو اختلّت بمقدارٍ ضئيلٍ لانعدم الوجود، مما يشير إلى تصميمٍ ذكيٍّ وراءه إرادة عليا.
🔹 الفصل الثاني: في ضرورة الدين وأثره في بناء الإنسان والمجتمع
يرى السيد الخباز أن الإنسان لا يكتفي بالمعرفة النظرية بوجود الله، بل يحتاج إلى نظامٍ قيميٍّ يربطه بالمطلق، أي الدين.
1. الفرق بين الإيمان النظري والالتزام الديني
-
الإيمان النظري مجرد تصديق، أما الدين فهو مشروعٌ للحياة يوجّه السلوك.
-
فالعلم يقدّم أدوات، والدين يحدّد الغايات.
2. دور الدين في بناء الإنسان
-
يؤكد أن الدين يُكمل العلم، إذ يعطيه بُعداً أخلاقياً وروحياً يمنع انحرافه عن خدمة الإنسانية.
-
من دون الدين، تتحوّل الحضارة إلى آلة بلا ضمير، كما حدث في الحروب الحديثة.
3. الدين والمجتمع
-
يشير إلى أن الدين يوحّد الجماعات حول قيم العدالة والرحمة، ويمنحها دافعًا للخير العام.
-
يردّ على مقولة أن “الأخلاق ممكنة بلا دين” ببيان أن الأخلاق بغير وحيٍ تفقد معيارها الموضوعي، إذ لا يبقى ضابط يفرّق بين الخير والشر إلا المصلحة المتغيّرة.
🔹 الفصل الثالث: مراجعة نقدية لكتب الإلحاد المعاصر
1. الردّ على كتاب “وهم الإله” لريتشارد دوكنز
-
يبيّن السيد أن دوكنز خلط بين “الإله الديني المعبود” و“الإله الفلسفي المصمّم”، وردّ على شبهة الشرّ في العالم بأنّ وجود الشرّ لا ينفي وجود الخير، بل يدل على نظامٍ أخلاقيٍّ قائمٍ على الغاية.
2. نقد الفلسفة المادية
-
يرى أن المادية العلمية عاجزة عن تفسير أصل القوانين التي تعتمدها، إذ تفسّر الظواهر لا الوجود نفسه.
-
ويستشهد بقول الفيزيائي جون بولكينغورن (John Polkinghorne):
«القوانين لا يمكن أن تفسّر نفسها، بل تحتاج إلى قانونٍ فوقها يُعطيها المعنى.»
3. الدين كإطارٍ علميٍّ معرفي
-
يشير السيد الخباز إلى أن العلم لا يتعارض مع الإيمان، بل يشهد له في كل اكتشافٍ جديد.
-
فالعلم يصف “كيف” يعمل الكون، أما الدين فيجيب عن “لماذا” و“من”.
✨ رؤية السيد منير الخباز الفلسفية
-
يعتبر أن العقل والفطرة متكاملان في إثبات الإله، فالعقل يدلّ، والفطرة تشهد، والعلم يؤيّد.
-
يرفض الفصل الغربي بين الدين والعقل، ويؤكد أن الوحي ليس خصمًا للفكر بل مرشده.
-
يرى أن الإلحاد المعاصر ظاهرة نفسية أكثر منها فكرية، تنبع من القلق الوجودي لا من البرهان.
✨ أسلوب الكتاب ومميزاته
-
لغة حوارية علمية رصينة توازن بين المنطق والوجدان.
-
استشهادات دقيقة من مصادر غربية علمية وفلسفية.
-
مقاربة عقلانية للدين تبرز أن الإسلام دينُ علمٍ لا خرافة.
-
يُخاطب جيل الشباب بأسلوبٍ واضحٍ دون تعقيدٍ فلسفيٍّ مفرط.
-
يُدمج بين التحليل الفلسفي والتفسير القرآني، مستندًا إلى روايات الأئمة (ع).
✨ خلاصة الخلاصة
إن كتاب «الدين بين معطيات العلم وإثارات الإلحاد» هو جسرٌ بين الإيمان والعقل، يردّ على موجة الإلحاد بأسلوبٍ منهجيٍّ يعتمد المنطق والعلم معًا.
يثبت أن كل ذرةٍ في الكون تهتف باسم الخالق، وأن العلم إذا أُنصت له بصدقٍ قادت نتائجه إلى الله لا إلى نفيه.
وفي خاتمة الكتاب يقول السيد منير الخباز (كما في المقدمة ص 6):
«إن الله تعالى لا يُدرك بالحسّ ولا بالتجربة، بل بالبصيرة التي تُكمل العقل، فمن جمع بين علمٍ وإيمانٍ فقد بلغ ذروة المعرفة.»