كتاب: غرائب الأخبار ونوادر الآثار
المؤلف: السيد عبد الله شبر
عدد الصفحات: 465
📘 ملخّص كتاب: غرائب الأخبار ونوادر الآثار
المؤلف: العلّامة السيد عبد الله شبر (قدس سره)
التحقيق: السيد محمد الحسيني
الناشر: دار جواد الأئمة (عليهم السلام) – بيروت
الطبعة: الأولى، 1432 هـ / 2011 م
عدد الصفحات: 465 صفحة
🌿 تمهيد في مكانة المؤلف والكتاب
السيد عبد الله شبر (1188–1242 هـ) من كبار علماء الإمامية في القرن الثالث عشر الهجري، له مصنفات في الفقه والعقائد والتفسير والأخلاق، منها حق اليقين والأخلاق وتسلية الفؤاد.
أما هذا الكتاب «غرائب الأخبار ونوادر الآثار» فهو موسوعة روائية أدبية علمية جمع فيها المؤلف ما وجده من الروايات والأخبار العجيبة، التي تكشف عن دقائق الخلق وبديع صنع الله في الكون والإنسان.
وقد جاء في مقدمة المحقق على الصفحة (6):
«هذا الكتاب من ذخائر التراث الشيعي، يجمع بين الحديث والقصص والتفسير العلمي، ويُعدّ من مؤلفات السيد شبر التي أبدع فيها في الجمع بين الرواية والتأمل العقلي.»
🕊️ بنية الكتاب
ينقسم الكتاب إلى عدة أبواب ومقاصد، يبدأها السيد شبر ببابٍ في بدء الخلق وعجائب المخلوقات، ثم يتدرج إلى الإنسان وما فيه من العجائب، ثم الظواهر الكونية، ثم غرائب الحيوان والنبات والجماد.
النسخة المحققة تبدأ في الباب الأول (ص 14 من النسخة المصورة) بعنوان:
الباب الأول: في إبداء خلق العالم وعظمته
✨ الفصل الأول: خلق العالم وعظمته
ينقل السيد شبر أحاديث عن أمير المؤمنين علي (ع) تشرح كيفية خلق السماوات والأرض، ومنها:
«إن الله خلق النور قبل كل شيء، ثم خلق منه محمداً (ص)، ومن نوره اشتقت السماوات والأرضون.»
ويفصل الحديث في تسلسل الخلق كما ورد عن الإمام علي (ع) حين سأله ابن الكواء عن بدء الخلق فقال:
«خلق الله النور أولاً، ثم العرش، ثم الماء، ثم الريح، ثم الكرسي، ثم السماوات والأرض...»
ويورد المؤلف رواية عن الإمام الصادق (ع):
«إن الله خلق العقل، فقال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ منك، بك آخذ وبك أعطي.»
وفي الصفحة (17) تظهر روايات حول نور النبي محمد (ص) قبل خلق الكون، حيث جاء:
«إن الله خلق من نور محمد (ص) بحراً من أنوار العلوم لا يعلمها إلا الله، ثم انبثق منه نور علي (ع) وسائر الأئمة (ع).»
وهذا المعنى يشير إلى النور المحمدي كمبدأ وجودي أوليّ في نظام الخلق، وهو من أركان العقيدة الإمامية في "سبق النور المحمدي".
🌺 الفصل الثاني: عجائب الكائنات والمخلوقات
في الفصول التالية – كما في النصوص المنقولة من النسخ القديمة – يتحدث السيد شبر عن غرائب الحيوانات، مستشهداً بآيات القرآن مثل:
﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾.
ويورد روايات عن الإمام الصادق (ع) تشرح خصائص بعض الكائنات:
-
عن النمل: أنه لا يسرق رزق غيره، ويشكر الله عند حصوله على رزقه.
-
عن النحل: أن فيه أسراراً من الوحي الإلهي، مصداق قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾.
-
عن الطيور: يذكر قصة طائرٍ كان يسبّح الله بصوتٍ مسموع للإمام علي (ع)، فبيّن الإمام أن كلّ طائر له تسبيحٌ خاص.
وفي باب «عجائب البحر والمخلوقات البحرية»، يذكر المؤلف روايات عن الأسماك والحيتان وكيف تُسبّح الله، وأن فيها دلالات على قدرته.
🌍 الفصل الثالث: عجائب السماوات والآفاق
ينقل السيد شبر نصوصًا كثيرة عن العرش والكرسي والملائكة والنجوم، منها قول الإمام الرضا (ع):
«ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماءٍ وسماءٍ كذلك، وما فوق العرش إلا الله وحده.»
كما يتحدث عن عجائب الكواكب، مشيرًا إلى أن بعضها «أنوارٌ خُلقت لتكون زينةً للسماء، ومنها ما هو موكل بأعمال العباد»، ويقارن بين روايات المعصومين (ع) وبين ما وصل إليه العقل البشري من تأملات في الكون، فيرى أن الروايات لا تخالف العلم، بل تسبقه بلغة الإشارة والتعجب.
🧬 الفصل الرابع: عجائب الإنسان
من أمتع فصول الكتاب ما خصصه المؤلف للإنسان، حيث وصفه بأنه «العالم الصغير» الذي جمع الله فيه أسرار الخلق كله.
يورد أحاديث عن خلق آدم (ع) وتسويته من طينٍ جمع من الأرض كلها، لتكون فيه خصائص الخير والشر جميعاً.
ثم يذكر حديث النبي (ص):
«من عرف نفسه فقد عرف ربه.»
ويستنبط السيد شبر أن في الإنسان نظامًا دقيقًا من اللطائف الروحية، وأنّ العقل والفكر والوجدان «مرايا تعكس أنوار الله في النفس».
💫 الفصل الخامس: في الآيات والمعجزات
يتحدث المؤلف عن الآيات الخارقة التي ظهرت على أيدي الأنبياء والأوصياء، مثل:
-
نبع الماء من بين أصابع النبي (ص).
-
كلام الجمادات له (ص).
-
معجزات الإمام علي (ع) في العلم والمعرفة.
-
كرامات الأئمة (ع) بعد وفاتهم.
ويؤكد أن هذه المعجزات ليست خرقاً للسنن الإلهية بل تجلٍ لطاقاتٍ كامنة في نظام الخلق يفعّلها الله على يد أوليائه.
🪶 الأسلوب والمصادر
-
أسلوب السيد شبر سلسٌ جمع بين البلاغة والعلم، فهو لا يورد الروايات دون تعليق، بل يشرحها بلغةٍ عقليةٍ وعرفانيةٍ.
-
اعتمد على مصادر من الكافي، التوحيد، البحار، قصص الأنبياء، تفسير القمي، وكتب الأخبار القديمة.
-
يمتاز الكتاب بطابعٍ أدبيٍّ مفعمٍ بالخشوع، حيث يستحضر المؤلف القارئ في مقام التأمل في آيات الله لا في سرد الغرائب لمجرد التسلية.
🌹 خلاصة الخلاصة
كتاب «غرائب الأخبار ونوادر الآثار» هو رحلةٌ روحية في عوالم الخلق والوجود، جمع فيها السيد عبد الله شبر أعجب الروايات وأعمق التأملات التي تبرز عظمة الخالق في كل ذرةٍ من الكون.
فهو ليس مجرد تجميع للغرائب، بل تسبيحٌ مكتوب لعظمة الله في صفحات العلم والعجب.
«من تأمل في مخلوقٍ عرف الخالق، ومن نظر في أثرٍ رأى المؤثر، ومن قرأ العجب ازداد يقيناً بقدرة الله الذي لا يُحدّ.» — السيد عبد الله شبر