كتاب: غزوات الرسول (ص) وسراياه، جدلية الدعوة والقوة
المؤلف: حسن سلهب
عدد الصفحات: 328
📘 ملخّص كتاب: غزوات الرسول (ص) وسراياه – جدلية الدعوة والقوّة
المؤلف: الأستاذ حسن سلهب
الناشر: دار الهادي – بيروت
عدد الصفحات: 328 صفحة
تقديم: الدكتور إبراهيم بيضون
🌿 أولاً: هدف الكتاب وغايته
يبدأ المؤلف بإيضاح أنّ هذه الدراسة ليست مجرّد سردٍ عسكري لغزوات النبي (ص)، بل محاولة علمية لفهم جدلية "الدعوة والقوة"، أي كيف توازن الإسلام بين الرحمة التي هي أصل الرسالة، والقوة التي هي سياجها وحارسها.
فالكتاب يبحث في العلاقة بين:
-
الرسالة الروحية التي تهدف إلى الهداية،
-
والضرورات الواقعية التي فرضت المواجهة والسيف.
🕌 ثانياً: بنية الكتاب
من خلال مقدمته (ص 12–19) يتبيّن أن المؤلف قسّم عمله إلى خمسة فصول رئيسية تمثّل مراحل الصراع في حياة الرسول (ص):
-
الفصل الأول: الصراع مع اليهود.
-
الفصل الثاني: الصراع مع قريش والمشركين.
-
الفصل الثالث: الصراع مع القبائل العربية.
-
الفصل الرابع: المواجهة مع المنافقين في المدينة.
-
الفصل الخامس: الصراع مع الروم (غزوة تبوك نموذجًا).
ويُضيف في مقدمة هذا التقسيم أن غايته ليست الحروب في ذاتها، بل فهم وظيفة الغزوات في بناء الدولة الإسلامية والدعوة العالمية للإسلام.
⚔️ ثالثاً: منهج المؤلف
يرتكز المنهج على التحليل الجدلي التاريخي، أي النظر إلى الغزوات بوصفها:
-
أحداثًا واقعيةً ذات أسبابٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ،
-
وفي الوقت نفسه لها بعدٌ عقديٌّ وإيمانيٌّ في مشروع النبوة.
فهو لا ينظر إلى الجهاد كوسيلة توسّعية، بل كضرورةٍ دفاعيةٍ لتثبيت الدعوة أمام العدوان الخارجي.
كما استخدم المؤلف مصادر رئيسية من السيرة النبوية (ابن هشام، الواقدي، الطبري) مع مقارناتٍ تحليليةٍ مع كتب المحدثين والمفكرين المعاصرين.
✨ رابعاً: محور "جدلية الدعوة والقوة"
-
يرى المؤلف أن الدعوة الإسلامية بدأت بالكلمة والإقناع، لكنها واجهت رفضًا مسلحًا فرض على النبي (ص) حمل السلاح.
-
فكانت الغزوات استجابةً لحماية المشروع الرسالي، لا رغبةً في السيطرة أو الثأر.
-
وبهذا المعنى، تتحول القوة إلى خادمٍ للدعوة، لا إلى بديلٍ عنها.
وفي الصفحة (14)، يوضح المؤلف:
«إن قراءة الغزوات يجب أن تكون في إطار بناء الدعوة، لا في سياق النزاع العسكري فحسب، لأن السيف لم يكن أداة الفتح بقدر ما كان وسيلة الدفاع عن الرسالة.»
🕋 خامساً: الصراع مع قريش
في الفصل الثاني (إجمالاً)، يعرض المؤلف كيف بدأت المواجهة مع قريش بعد الهجرة إلى المدينة:
-
غزوة بدر كانت تحوّلاً تاريخياً في علاقة القوة بين المؤمنين والمشركين.
-
وغزوة أحد أظهرت دروس القيادة والصبر أكثر من كونها هزيمة عسكرية.
-
أما غزوة الخندق، فهي نقطة الانتقال من الدفاع إلى المبادرة.
ويرى المؤلف أن هذه المعارك الثلاث جسّدت مراحل تطور الدعوة: من الضعف إلى التمكين، ومن الاضطهاد إلى الرسالية العالمية.
📜 سادساً: الصراع مع اليهود
يخصص المؤلف الفصل الأول لتفصيل العلاقة مع يهود المدينة:
-
في البداية، ميثاق المدينة كان نموذجًا للتعايش،
-
لكنّ نقض العهود من قبل بني قينقاع، ثم بني النضير، ثم بني قريظة، جعل المواجهة حتميّة.
ويبيّن أن الهدف من هذه المواجهات لم يكن القضاء على اليهود كعنصرٍ ديني، بل إنهاء التآمر الداخلي الذي كان يهدّد أمن المدينة.
🏹 سابعاً: الصراع مع القبائل العربية
في الفصل الثالث، يناقش المؤلف غزوات النبي (ص) ضد القبائل التي كانت تهدّد الدعوة من الأطراف:
-
مثل غزوة دومة الجندل، وبني المصطلق، وحُنين.
-
ويرى فيها تطبيقاً عملياً لمفهوم "الردع الاستراتيجي" بلغةٍ معاصرة: أي منع العدوّ قبل أن يبدأ عدوانه.
🏰 ثامناً: الصراع مع الروم
الفصل الخامس والأخير يختصّ بغزوة تبوك، التي يسميها المؤلف "الجدلية الأخيرة بين الإسلام والإمبراطورية"، إذ واجهت الدعوة الإسلامية للمرة الأولى قوة عالمية.
وفي هذه الغزوة تجلّت:
-
القيادة النبوية البصيرة،
-
وضوح الهدف السياسي،
-
والتوازن بين الواقعية والإيمان.
ويقول المؤلف في خاتمة الفصل:
«تبوك كانت إعلاناً بأن الدعوة الإسلامية بلغت النضج الذي يجعلها تتحدث بلغة الأمم، لا بلغة القبائل.»
🌸 تاسعاً: القيمة الفكرية للكتاب
يتميّز هذا الكتاب عن كثيرٍ من كتب السيرة في أنّه:
-
يعيد قراءة الغزوات بمنهجٍ علميٍّ معاصر، لا بمنهج السرد التاريخي.
-
يجعل من الحرب امتداداً للدعوة، لا نقيضاً لها.
-
يربط بين المعارك والتكوين السياسي للدولة الإسلامية.
💡 خلاصة الخلاصة
إنّ كتاب «غزوات الرسول (ص) وسراياه: جدلية الدعوة والقوة» هو دراسة فكرية تحليلية تُبرز كيف أن السيف في الإسلام لم يكن إلا وسيلة لحماية الكلمة، وكيف أن النبي الأكرم (ص) جمع بين الرسالة الرحيمة والقيادة الحازمة، فحوّل الغزوات إلى مدرسةٍ في العدل والوعي والسياسة الإلهية.
«لقد قاتل النبي ليُقيم الصلاة، لا ليكسر السيوف. وجاهد ليحيا الإنسان بالحق، لا ليموت بالباطل.» — حسن سلهب