كتاب: القصص المعنوية عند الشهيد مطهري
المؤلف: لطيف الراشدي
عدد الصفحات: 397
📘 ملخّص كتاب: القصص المعنوية عند الشهيد مطهري
المؤلف: لطيف الراشدي
الناشر: دار الكتاب العربي
الطبعة: الأولى، 1425هـ / 2004م
عدد الصفحات: 397 صفحة
🌿 أولاً: فكرة الكتاب وغايته
يُعدّ هذا الكتاب دراسةً فكريةً تحليليةً تسعى إلى اكتشاف البعد التربوي والعرفاني في القصص التي يوردها الشهيد مرتضى مطهري في كتبه ومحاضراته.
يقول المؤلف في مقدّمته (ص 5–6):
«إنّ الشهيد مطهري استخدم القصص كثيراً في كتبه الفلسفية والأخلاقية، لا للتسلية، بل لتوضيح الحقائق الإلهية والمعارف العقائدية بأسلوبٍ وجدانيٍّ يُحرّك القلوب والعقول.»
ويضيف:
«القصص عند مطهري ليست سرداً للأحداث، بل وسيلةٌ لإحياء القيم في ضمير الإنسان وتفعيل الإيمان في سلوكه.»
🏛️ ثانياً: بنية الكتاب
قسّم لطيف الراشدي بحثه إلى أربعة فصول رئيسة، تسبقها مقدّمة وتمهيد، وتليها خلاصة عامة:
-
التمهيد: في مفهوم القصص وأثرها التربوي.
-
الفصل الأول: القصص في حياة النبي الأكرم (ص).
-
الفصل الثاني: القصص في سيرة الأئمة (ع).
-
الفصل الثالث: القصص الأخلاقية والتربوية عند مطهري.
-
الفصل الرابع: المنهج القصصي في فكر الشهيد مطهري وخصائصه الفنية والروحية.
✨ ثالثاً: ملامح القصص في فكر الشهيد مطهري
يُبيّن المؤلف أن الشهيد مطهري كان يرى في القصة أداةً لتجسيد المفاهيم الإيمانية.
فالقصة عنده تُخاطب الوجدان، وتبني الإيمان العملي لا النظري.
وقد استلهم هذا المنهج من القرآن الكريم الذي امتلأ بالقصص، كما قال تعالى:
﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾.
ومن أبرز ما ركّز عليه مطهري في قصصه:
-
الصدق الواقعي في السرد: فهو لا يعتمد الخيال إلا لتقريب الحقيقة.
-
البعد الرمزيّ الأخلاقي: كل قصة تحمل معنىً عرفانيًا يربط الدنيا بالآخرة.
-
التكامل بين العبرة والعقيدة: لا ينقل القصة دون تعليقٍ عقائديٍّ يبيّن الحكمة منها.
📜 رابعاً: نماذج من القصص التي أوردها الشهيد مطهري
🌺 1. من حياة النبي (ص)
في المنهل الأول (ص 7–17)، يورد المؤلف مجموعة من القصص التي استلهمها مطهري في محاضراته عن السيرة النبوية، منها:
-
قصة إنجاز الأعمال بالنفس:
يروي أن النبي (ص) أمر أصحابه أثناء السفر بتنظيف الرحل وإعداد الطعام بنفسه، قائلاً:«إن الله لا يحب أن يرى عبده متميزًا على إخوانه.»
والمعنى الذي يستخلصه مطهري منها: أنّ القيادة الإسلامية ليست ترفاً ولا تميّزاً طبقياً، بل مشاركة وجدانية في العمل الجماعي. -
قصة بذل الرسول (ص):
حين أرسل رسول الله (ص) أحد أصحابه ليشتري له متاعاً بثلاثة دراهم، فلما عاد وجد أن الرسول تصدّق بالدراهم الثلاثة على فقير، فقال له:«ما نقص مال من صدقة.»
ويستنبط مطهري من ذلك أن الكرم ليس في الوفرة، بل في الصفاء النفسي والثقة بالله. -
قصة استفت قلبك:
يُورد مطهري حديث النبي (ص) إلى الصحابي عديّ بن حاتم:«استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس.»
ويرى مطهري أنّ هذه القصة أعلى درجات التربية الإيمانية، لأنها تُرشد الإنسان إلى محاسبة ضميره بوصفه نوراً إلهياً في القلب.
🌙 2. من القصص الأخلاقية
في صفحات لاحقة من الكتاب (ص 12–15 تقريباً)، يروي المؤلف عن مطهري مجموعة من القصص ذات البعد الإنساني:
-
قصة الفقير والنبي (ص):
دخل رجلٌ فقير على النبي فاشتكى الفقر، فقال له النبي:«اعمل ولو بسعيٍ بسيط، فإن الله يبارك في الجهد لا في الكسل.»
ثم بيّن مطهري أن هذه القصة تشرح التوازن بين التوكّل والعمل، وبين الثقة بالله والسعي الواقعي. -
قصة ارتباط الدنيا بالآخرة:
يستشهد مطهري بقصة النبي (ص) مع رجلٍ رأى في صلاته خشوعاً ظاهرياً، فقال له:«إن لم تخشع في السوق فلا ينفعك خشوعك في المسجد.»
مبيناً أنّ الإيمان الحقّ هو امتداد العبادة في سلوك الحياة اليومية.
🌿 3. من قصص العرفاء والعلماء
يستعرض المؤلف أيضاً قصصًا عن سلوك العلماء الصالحين التي نقلها مطهري في كتبه، مثل:
-
قصة العالم الذي كان يبكي حين يقرأ قوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾،
مبينًا أنّ العلم لا يُثمر ما لم يقترن بالخشية. -
وقصة العارف الذي رأى نفسه في المنام يُحاسب على لحظة غفلةٍ عن الله، فبكى عمره كله توبةً.
ويعلّق مطهري قائلاً كما ينقل المؤلف:
«إنّ الإنسان إذا أدرك عظمة الله، لم يجد في قلبه موضعاً لغيره، لا لمالٍ ولا لمنصبٍ ولا لغرور.»
💫 خامساً: الخصائص الفنية في القصص عند مطهري
يُبرز الباحث لطيف الراشدي جملة خصائص فنية وأدبية في سرد الشهيد مطهري:
-
اللغة البسيطة والعميقة: تمزج بين العامية الإيرانية والبيان القرآني.
-
الإيجاز الهادف: لا يطيل السرد، بل يوجز ليفتح باب التأمل.
-
التحليل النفسي للشخصيات: يفسّر الدوافع الباطنية للأحداث.
-
التصوير الأخلاقي لا الحسي: يجعل المواقف مرآةً للمعاني لا للأجساد.
📖 سادساً: القيمة الفكرية والتربوية للكتاب
-
يُعدّ هذا الكتاب من أبرز الدراسات التي تُبرز الجانب الأدبي والروحي في فكر الشهيد مطهري،
-
ويُظهر كيف استطاع الشهيد أن يجعل القصص أداة تربوية في التهذيب والوعي الديني،
-
كما يُعدّ مرجعًا مهمًّا في فهم منهجه في الخطاب الحسيني والمحاضرات التوعوية.
🕊️ خلاصة الخلاصة
كتاب «القصص المعنوية عند الشهيد مطهري» هو رحلة في فكرٍ جمع بين الفلسفة والقصة، بين البرهان والعبرة.
فالشهيد مطهري، كما يصفه المؤلف، لم يكن راوي قصصٍ بل مربّياً بالأمثال، ومصلحاً بالكلمة الحيّة التي تخترق الضمير الإنساني.
«القصة في فكر مطهري نافذةٌ على القلب، يطلّ منها الإنسان على الله، ويرى فيها نفسه كما هي لا كما يتمنى أن تكون.» — لطيف الراشدي