كتاب: نفحات محمدية
المؤلف: الشيخ محمد جواد مغنية
عدد الصفحات: 420
📘 ملخّص كتاب: نفحات محمديّة
المؤلف: العلامة الشيخ محمد جواد مغنية
عدد الصفحات: 420 صفحة
الناشر: دار الكتاب الإسلامي – بيروت
الطبعة: الأولى، 2006م
الرقم الدولي: 964-465-137-5
🌿 أولاً: غاية الكتاب ومغزاه
يقدّم الشيخ محمد جواد مغنية في هذا الكتاب صورة شاملة للنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، تجمع بين السيرة والخلق، بين الموقف والعبرة، وبين الرحمة والقيادة.
فهو ليس سرداً تاريخياً تقليدياً، بل تأمّل روحيّ وعقائديّ في شخصية النبي (ص) بوصفه المثال الكامل للإنسان الإلهي، ومصدر إشعاعٍ فكريٍّ وأخلاقيٍّ خالد.
وفي مقدّمة الكتاب (ص 19) كتب المؤلف:
«لم يكن الرسول رجلاً من التاريخ فحسب، بل كان التاريخ كله يُعيد ولادته كلّما ضلّ الإنسان سبيله، ويستنير بهداه كلّما أظلمت الأرض بالظلم والجهل.»
🕋 ثانياً: هيكل الكتاب
من خلال فهرس الصفحات المصوّرة (ص 6–11) يتضح أن الكتاب مقسوم إلى أربعة أقسام رئيسة:
-
نفحات في سيرة النبي محمد (ص)
– من ولادته إلى وفاته
– شواهد رحمته وعدله وزهده
– سيرته في الحرب والسلم -
في العقيدة والسلوك
– توحيد الله، والعدل الإلهي، والنبوة، والمعاد
– فلسفة الشكّ والإيمان، وموقف الإسلام من الفكر -
في الحياة الزوجية والاجتماعية
– المرأة في الإسلام، الزواج، الأسرة، التربية
– القيم الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع النبوي -
نفحات من الأخلاق المحمدية
– الحلم، العفو، الكرم، الصبر، التواضع، الرحمة
– تأملات في معنى الجهاد الأكبر: جهاد النفس
🌸 ثالثاً: معالم فكر الشيخ مغنية في الكتاب
يركّز الشيخ مغنية في هذا السفر على إبراز الجانب الإنساني للنبيّ (ص)، فيقول في أحد فصوله:
«لم يُعرف عن محمد أنه رفع السيف إلا دفاعاً عن الحياة والحق، أما في سائر أوقاته فكان سيفه الكلمة، وسلاحه الرحمة.»
ويعرض في فصل الرحمة المحمدية نماذج مؤثرة، منها:
-
عفوه عن أهل مكة بعد الفتح، حين قال:
«اذهبوا فأنتم الطلقاء.»
-
وعفوه عن قاتل حمزة، وموقفه من الأعرابي الذي جذبه بردائه وهو يقول: «أعطني يا محمد من مال الله، لا من مالك!»
فيبتسم النبي ويأمر له بالعطاء.
🕊️ رابعاً: في العقيدة والسلوك
في القسم العقائدي (ص 75–173 من الفهرس)، يشرح المؤلف بأسلوب فلسفي مبسّط قواعد التوحيد والعدل والمعاد كما تجلّت في سيرة النبي.
ويرى أن النبي (ص) لم يكن يدرّس العقيدة كمسألة ذهنية، بل يعيشها سلوكاً، فيقول:
«كان محمد يعلّم الناس التوحيد حين يأكل خبز الشعير على الأرض، ويعلّمهم العدل حين يخصف نعله بيده.»
كما يتناول موضوع «الشرك الخفي» في سلوك الإنسان، مبيّناً أن الإخلاص لله هو جوهر الإسلام، وأن العبادة بلا وعي لا تصنع إنساناً مؤمناً.
💫 خامساً: الحياة الزوجية والاجتماعية
يخصّص الشيخ مغنية في الصفحات (240–300) فصولاً بعنوان المرأة في الإسلام والبيت النبوي.
ويذكر أنّ النبي (ص) كان أول من أكرم المرأة ورفع مكانتها، قائلاً:
«المرأة عند محمد ليست متاعاً، بل أمانة الله في يد الرجل، فمن ظلمها فقد خان الله.»
ثمّ يستعرض سلوك النبي مع نسائه وأهل بيته، مشيراً إلى قوله (ص):
«خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.»
ويؤكد المؤلف أنّ هذا السلوك لم يكن مجاملة، بل تطبيقاً حيّاً لمنهج الرحمة في البيت والمجتمع.
🌺 سادساً: النفحات الأخلاقية
يُفرد المؤلف نصف الكتاب تقريباً للحديث عن الأخلاق المحمدية، تحت عناوين متعددة منها:
-
الحلم والعفو
-
الصبر في البلاء
-
التواضع
-
الصدق في القول والعمل
-
الزهد في الدنيا
وفي باب جمال الخلق المحمدي (ص 267 من الفهرس) يقول:
«إذا تأملتَ في أخلاق محمد وجدتَ أنها ليست عادات مكتسبة، بل إشراقات روحٍ موصولةٍ بالسماء، تفيض على من حولها كما يفيض النور من الشمس.»
ويستشهد المؤلف في هذا القسم كثيراً بآياتٍ قرآنيةٍ وأحاديث نبوية، مبيّناً كيف تجسّد كل خلقٍ نبويٍّ في آيةٍ من القرآن.
🕯️ سابعاً: المنهج والأسلوب
-
الأسلوب أدبيّ تأمّليّ بليغ، يجمع بين روح الوعظ والتحليل العقلي.
-
لا يعتمد الترتيب الزمني للأحداث بقدر ما يعتمد التحليل الموضوعي والمعنوي.
-
يكثر فيه الاستشهاد بالقرآن الكريم ونهج البلاغة، ويقارن بين فكر النبي وأقوال الحكماء.
💡 ثامناً: القيمة الفكرية للكتاب
يُعدّ «نفحات محمدية» من أعمق ما كتبه الشيخ مغنية في فكر النبيّ وسيرته، لأنه:
-
يقدّم النبي كمشروعٍ إنسانيٍّ إلهيٍّ لا كشخصٍ تاريخيٍّ.
-
يربط بين العبادة والعقل، وبين العقيدة والسلوك.
-
يردّ على النظرة المادية الغربية التي تفصل الدين عن الأخلاق.
وقد لخّص المؤلف رسالته في جملةٍ خالدةٍ قالها في الخاتمة (ص 419):
«محمدٌ ليس رجلاً مضى، بل هو الإنسان الذي يجب أن يولد فينا كل يوم.»
🪶 خلاصة الخلاصة
كتاب «نفحات محمدية» هو سيرة قلبٍ وضياء فكرٍ، جمع فيه الشيخ محمد جواد مغنية بين الفقه والعرفان، بين التأريخ والعبرة، ليقدّم صورةً للنبيّ (ص) كما هو في الحقيقة:
رحمةٌ تسير على الأرض، وعقلٌ يضيء السماء.
«إنه محمد، الذي كلما ذُكر اسمه سكنت الأرواح، وكلما نُسي عمّ الظلام.» — الشيخ مغنية