كتاب: القواعد الفقهية ، تقريرا لأبحاث السيد علي الحسيني السيستاني
المؤلف: السيد هاشم الهاشمي الكلبايكاني
عدد الصفحات: 333
الكتاب عبارة عن تقرير علمي دقيق لبحوث السيد السيستاني في القواعد الفقهية، قام بتدوينه أحد أبرز تلامذته، السيد هاشم الهاشمي الكلبايكاني.
وهو يُعدّ من أهم ما كُتب في حقل القواعد الفقهية بأسلوب معاصر يجمع بين دقّة الأصوليين وتحليل الفقهاء.
هدف الكتاب هو توضيح القواعد العامة التي يعتمدها الفقيه في استنباط الأحكام الشرعية الجزئية من أدلتها، مع عرض أدلتها، ونطاقها، وتطبيقاتها.
✨ ثانياً: بنية الكتاب العامة
يتألّف الكتاب من مقدّمةٍ تمهيدية، ثم مجموعة من القواعد مرتّبة على نحوٍ علميٍّ متسلسل، تتجاوز العشرين قاعدة، تُعالج أهم الأبواب الفقهية.
أبرز هذه القواعد:
-
قاعدة لا ضرر ولا ضرار
-
قاعدة نفي الحرج
-
قاعدة اليد
-
قاعدة الإلزام
-
قاعدة الفراغ والتجاوز
-
قاعدة الطهارة
-
قاعدة الحلّ
-
قاعدة من ملك شيئاً ملك الإقرار به
-
قاعدة الإتلاف
-
قاعدة الضمان باليد
-
قاعدة من أتلف مال الغير فهو له ضامن
-
قاعدة القرعة
-
قاعدة الإقرار حجة على المقرّ
-
قاعدة لا تعاد
-
قاعدة التجاوز في الصلاة
-
قاعدة أصالة الصحّة في أفعال الغير
-
قاعدة ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده
-
قاعدة الغرر
-
قاعدة «الناس مسلطون على أموالهم»
-
قاعدة «على اليد ما أخذت حتى تؤدي»
✨ ثالثاً: منهج السيد السيستاني في القواعد
يتميّز المنهج الذي اعتمده المؤلف في تقرير أبحاث السيد السيستاني بما يلي:
-
الدقّة الأصولية في تعريف القاعدة
-
حيث يبدأ كلّ فصل ببيان المفهوم اللغوي والاصطلاحي للقاعدة.
-
-
تحليل الروايات سنداً ودلالةً
-
مع ذكر مصادرها في كتب الحديث الأربعة، وبيان وجه الاستدلال.
-
-
تمييز القاعدة عن نظائرها
-
فيوضّح مثلاً الفرق بين قاعدة «لا ضرر» وقاعدة «نفي الحرج»، وبين «اليد» و«الإقرار».
-
-
الجانب العملي والتطبيقي
-
إذ يذكر تطبيقات القاعدة في الفقه العملي (الطهارة، الصلاة، المعاملات...).
-
-
المناقشة الفقهية
-
ينقل أقوال الأعلام، كالسيد الخوئي، والشيخ الأنصاري، والمحقق النائيني، ثم يبيّن وجه ترجيح السيد السيستاني.
-
-
التعليل الفقهي الدقيق
-
يبيّن الأسس العقلائية لكل قاعدة، مستنداً إلى العرف والمرتكزات العقلية.
-
✨ رابعاً: نماذج من القواعد الرئيسة
🔹 قاعدة لا ضرر ولا ضرار
-
تُستفاد من قوله (ص): «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام».
-
معناها: أنّ الأحكام الشرعية لا تشمل موارد الضرر الحقيقي على المكلّف.
-
يناقش السيد السيستاني:
-
هل هي حاكمة على الأدلة الأولية؟
-
أم مخصِّصة؟
-
ويقرّر أنّها قاعدة نفي تشريع الحكم الضرري.
-
🔹 قاعدة نفي الحرج
-
من قوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾.
-
ترفع الأحكام التي يلزم منها المشقة البالغة.
-
يفرّق السيد بين «الحرج الشخصي» و«الحرج النوعي».
🔹 قاعدة اليد
-
مضمونها: من كانت يده على شيء فهو مالكه ما لم يثبت خلافه.
-
أصل عقلائي أمضاه الشارع.
-
يناقش تطبيقها في الأموال، والوقف، والعقود، والوكالات.
🔹 قاعدة الفراغ والتجاوز
-
موردها العبادات: إذا شكّ بعد العمل هل أتى به صحيحاً أم لا، يُبنى على الصحّة.
-
السيد السيستاني يربطها بـ«الاطمئنان النوعي» الحاصل من الاعتياد الصحيح.
🔹 قاعدة الإلزام
-
«ألزموهم بما ألزمو به أنفسهم».
-
يُطبّقها السيد السيستاني في معاملة الشيعة مع غيرهم من المسلمين في الأحوال الشخصية والمعاملات، مع دقة في حدود الإلزام ومقداره.
🔹 قاعدة القرعة
-
تُستعمل في موارد الاشتباه غير القابل للترجيح.
-
السيد السيستاني يراها حجّة في موارد خاصة، لا مطلقة كما يرى بعض الفقهاء.
✨ خامساً: الأسلوب العلمي للكتاب
-
اللغة أصولية دقيقة، لكنها مبسطة للقارئ المتدرّب.
-
الترتيب منطقي متدرج من القواعد العامة إلى الخاصة.
-
فيه إحالات دقيقة إلى كلمات السيد السيستاني ومقارنتها بآراء المدرسة الخوئية.
-
يعرض المسائل بروحٍ تحقيقية نقدية لا تقليدية.
✨ سادساً: القيمة العلمية للكتاب
-
يعبّر عن المدرسة الفقهية المعاصرة المتمثلة في فكر السيد السيستاني.
-
يُظهر تطوّر منهج التحقيق الفقهي بعد مدرسة السيد الخوئي.
-
يجمع بين الأصالة والتجديد في تناول القواعد.
-
يُعدّ من المراجع الدراسية المتقدمة في دروس الخارج الفقهي.
✨ خلاصة الخلاصة
«القواعد الفقهية» للسيد الهاشمي، تقريراً لأبحاث السيد السيستاني، هو كتاب مدرسي وتحقيقي في آنٍ واحد،
يهدف إلى بيان القواعد الأصولية التي تضبط عملية الاستنباط الفقهي،
ويكشف عن عمق فكر المدرسة النجفية في العصر الحديث.
إنه كتابٌ لمن أراد أن يفهم الفقه من جذوره، لا من فروعه،
ولمن رام أن يكون من أهل التحقيق لا من أهل الحفظ.
