كتاب: أحوال الأئمة في الصلاة
المؤلف: فارس فقيه
عدد الصفحات: 194
📘 ملخّص كتاب: أحوال الأئمّة في الصلاة
المؤلف: فارس فقيه
الناشر: مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر – بيروت
عدد الصفحات: 194 صفحة
الطبعة الأولى: 1430 هـ / 2009م
🌿 الهدف من الكتاب
يريد المؤلف أن يُظهر كيف كانت الصلاة عند النبي والأئمة (ع) حالة وجودية لا مجرّد عبادة ظاهرية، فهي تجلّي التوحيد والخشوع واليقين في أسمى مراتبه.
فيقول في المقدمة إن هذه الصفحات «ليست روايات عابرة، بل نوافذ على أرواحٍ متصلة بالسماء، نرى فيها الصلاة كما رآها المعصومون: لقاءً بالمحبوب، لا واجباً فحسب.»
🕌 هيكل الكتاب
الكتاب مقسّم إلى فصول قصيرة مرتبة بحسب الشخصيات المقدسة:
-
حالات رسول الله (ص) في الصلاة
-
أحوال الإمام علي (ع)
-
أحوال السيدة الزهراء (ع)
-
أحوال الإمام الحسن (ع)
-
أحوال الإمام الحسين (ع)
-
أحوال الإمام زين العابدين (ع)
-
ومجموعة روايات في «التأدب أمام الحق» و«معرفة المعبود».
✨ أولاً: حال النبي (ص) في الصلاة
يتحدث المؤلف في الصفحات (7–9) عن هيبة النبي في صلاته:
-
صوت الأذان:
كان النبي (ص) إذا سمع الأذان تغيّر وجهه شوقاً إلى الوقوف بين يدي الله، وكأنه يُستدعى إلى لقاءٍ حبيبٍ عزيز. -
القيام على أصابع الرجلين:
في قيامه، كان يرفع كعبيه اعتماداً على رؤوس أصابعه، كناية عن تجرّده من ثقل الدنيا، مستشهداً بقوله تعالى:﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.
-
العبيد الشكور:
عن الإمام الصادق (ع):«كان رسول الله (ص) يقوم حتى تتورم قدماه، فيقال له: لِمَ يا رسول الله وقد غُفر لك؟ فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً؟»
-
خشوعه (ص):
كان إذا دخل في الصلاة تغيّر لونه، وانحنى قلبه خضوعاً، فلا يُسمع له صوت إلا الهمس بالبكاء.
✨ ثانياً: الإمام عليّ (ع) في الصلاة
في الصفحات (10–12) ينقل المؤلف صوراً من عظمة علي (ع) في صلاته:
-
تغيّر لون وجهه:
كان إذا حان وقت الصلاة يتغير وجهه ويقول:«قد حضر وقت أمانةٍ عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها.»
-
أداء الأمانة:
يقول الرواة: كان إذا دخل في الصلاة يرتعد خوفاً ويقول:«جاء وقت الأمانة التي عرضها الله على السماوات فلم تحملها.»
-
الخشوع التام:
رُوي أنه كان يُنتزع السهم من قدمه وهو في الصلاة فلا يشعر به، لأن قلبه كان غارقاً في مناجاة الله. -
دمع العين:
كان إذا قام إلى الصلاة يبكي حتى تخضلّ لحيته، ويقول:«يا دنيا غرّي غيري، طلّقتك ثلاثاً لا رجعة فيها.»
✨ ثالثاً: السيدة الزهراء (ع) في الصلاة
في الصفحة (13) يورد المؤلف أن صلاة الزهراء (ع) كانت تُعرّفها الملائكة في السماء.
يقول الإمام الصادق (ع):
«كانت فاطمة إذا قامت إلى الصلاة تزهر لأهل السماء كما تزهر الكواكب لأهل الأرض.»
ويذكر أن النبي (ص) قال عنها:
«يا فاطمة، إنّ الله ليرى إليك إذا قمت في محرابك فيباهي بك الملائكة.»
✨ رابعاً: الإمام الحسين (ع) في الصلاة
الصفحات (14–16) خصصها المؤلف للإمام الحسين (ع) بوصفه رمز الصلاة المخلِصة حتى آخر رمقٍ في كربلاء.
-
كان إذا توضأ اصفرّ لونه من شدة الخوف، وإذا قام للصلاة ارتعدت فرائصه.
-
في ليلة عاشوراء قال لأصحابه:
«إني أحب الصلاة له، وقد علم الله أني أحبها.»
-
في كربلاء، وقف يصلي وسط السهام، وكان أحد أصحابه يقول:
«والله لقد رأيت السهام تقع حوله وهو لا يتحرك، كأنه جذع شجرة لا تهزه الرياح.»
-
يذكر المؤلف أن هذا الموقف هو «أعلى درجات الفناء في المحبوب، إذ لم يبقَ عند الحسين شيء سوى الله.»
✨ خامساً: الإمام زين العابدين (ع)
في الصفحة (16) يتحدث عن الإمام السجاد (ع) باعتباره تجسيداً للعبودية:
-
كان يُعرف بـ«زين العابدين» لكثرة صلاته وسجوده حتى تصلبت ركبتاه وورمت جبهته.
-
وكان إذا قام إلى الصلاة تغيّر وجهه وارتعد جسمه، فيقال له: ما لك يا ابن رسول الله؟
فيجيب:«أتدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي؟»
-
وفي وصفه يقول أحد معاصريه:
«إذا صلى زين العابدين لم يلتفت يميناً ولا شمالاً، كأنه عودٌ منصوب.»
✨ سادساً: التأدّب أمام الحقّ ومعرفة المعبود
في الصفحتين (17–19) يورد المؤلف خلاصة عميقة:
-
«التأدب أمام الحق» هو ألا يغفل القلب لحظة عن الله.
رُوي عن الإمام الصادق (ع):«ما من عبدٍ مؤمنٍ يقوم بين يدي الله فينصرف وقلبه متوجه إلى الله إلا غُفر له.»
-
«معرفة المعبود» هي الغاية من الصلاة.
جاء في رواية الإمام الباقر (ع):«رأيت علي بن الحسين إذا صلى لا يتحرك منه إلا ما تحركت الريح من الشجرة.»
ويختم المؤلف قائلاً:
«هكذا كانت صلاتهم: معرفةٌ بالمعبود، لا مجرد أداءٍ للعبادة.»
🌸 خلاصة روحية
كتاب «أحوال الأئمة في الصلاة» لا يقدّم فقه الصلاة، بل روحها وسرّها.
فيه ترى:
-
أن النبي (ص) جسّد فيها الشكر،
-
وعلي (ع) فيها الأمانة،
-
وفاطمة (ع) فيها النور،
-
والحسين (ع) فيها الفداء،
-
والسجاد (ع) فيها العبودية الكاملة.
«إذا أردت أن تفهم معنى الصلاة، فانظر إلى دموع عليّ، ووجه فاطمة، وسجود زين العابدين، فهناك يتجلّى الله في قلوب العارفين.»
