الله والعقل

أضيف بتاريخ 11/20/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الله والعقل
المؤلف: الشيخ محمد جواد مغنية
عدد الصفحات: 576

📘 الله والعقل

تأليف: الشيخ محمد جواد مغنية
عدد الصفحات: 576 صفحة
الناشر: دار التيار الجديد – بيروت
الطبعة: 2014م


تمهيد الكتاب وهدفه

يقول الشيخ مغنية في مقدمته (ص 20):

«لقد دعاني إلى هذا البحث ما رأيته من تعارضٍ متوهَّم بين الدين والعقل، ومن إسرافٍ من بعض المتدينين في إهمال الفكر، ومن غلوٍّ عند بعض الفلاسفة في تقديس الفكر حتى جعله إلهاً، فأردت أن أبيّن أن الله والعقل صنوان لا يفترقان.»

الكتاب هو دعوة إلى المصالحة بين الوحي والعقل، وإثبات أن الإسلام دينُ فكرٍ وتأملٍ، وأن التديّن الحقيقي لا يقوم إلا على أساسٍ عقليٍّ واعٍ.


🧭 بنية الكتاب

يضمّ الكتاب أربعة أقسام كبرى بحسب الفهرس المفصّل الذي يظهر في الصفحات (6–17) من النسخة المصوّرة:

  1. الله والعقل

  2. النبوة والعقل

  3. الآخرة والعقل

  4. بين الله والإنسان

ويُضاف إليها قسم ختامي بعنوان: «تجليات فكرية ومناظرات مع الماديين»، يعرض فيه المؤلف رده على التيارات الإلحادية والفلسفات الوضعية الحديثة.


القسم الأول: الله والعقل

يتناول فيه المؤلف أهم مباحث الإلهيات، مثل:

  • سبب المعرفة بالله.

  • الخواص الخمس للعقل الإنساني.

  • الملاحظة والتجربة ودورهما في الإيمان.

  • سؤال: أأنزل الله العلم؟

  • من خلق الله؟

  • الأدلة على وجود الله ووحدانيته.

  • كيف كان في جدار الله ضوءٌ أعظم من الشمس؟

  • العقل وعالم ما بعد الموت.

🧩 أبرز أفكاره:

  • العقل وسيلة المعرفة لا غايتها، والكون كلّه كتاب مفتوح للعقل الباحث عن الله.

  • من الخطأ أن يُقاس الله بمقاييس المادة، لأن الله هو الوجود المطلق الذي أوجد المادة.

  • الإلحاد ليس فكراً بقدر ما هو اضطراب نفسي أو كبرياء ذهني.

  • يقول (ص 41):

    «العقل إذا أخلص في البحث انتهى إلى الله، وإن تعصّب انتهى إلى العدم.»


القسم الثاني: النبوة والعقل

يبدأ بتمهيد حول الحاجة إلى النبوة، فيقول المؤلف:

«العقل كالعين يبصر، لكنه يحتاج إلى نور، والنبوة هي ذلك النور.»

ويبحث موضوعات مثل:

  • الامتحان والابتلاء.

  • صفات النبي.

  • من هو المخترع؟ (إشارة إلى المبدعين الذين يستمدّون الإلهام من الله).

  • رسالة محمد ﷺ وشمولها.

  • العلم في القرآن والسنة.

ويؤكد أن النبوة لا تناقض العقل بل تكمله، لأن الوحي والعقل من منبعٍ واحد هو الله تعالى.
ويضرب أمثلة علمية من القرآن كآيات الخلق، والبحار، وتكوين الإنسان، ليؤكد انسجامها مع معطيات العلم الحديث.


القسم الثالث: الآخرة والعقل

يتناول فيه الشيخ مغنية قضية المعاد والحياة بعد الموت بمنهجٍ فلسفيٍّ تجريبيٍّ في آنٍ واحد.

ومن موضوعاته:

  • أدلة الخلود الروحي.

  • العقل والبعث.

  • الجزاء الأخروي.

  • من كان في شجرةٍ أخصب من الدين؟

  • بقاء الروح وخلود الإنسان.

ويرى أن الإيمان بالآخرة هو ضرورة عقلية، لأن العدالة الإلهية تقتضي جزاءً أوسع من حدود الدنيا.
ويقول (ص 247):

«لو لم تكن هناك آخرة، لكان خلق الإنسان عبثاً، والعبث يناقض الحكمة التي أقرّها كل عقل سليم.»


القسم الرابع: بين الله والإنسان

يتناول العلاقة الجدلية بين العقل الإنساني والإرادة الإلهية، في مباحث مثل:

  • «كيف أعبد الله وأنا لا أراه؟»

  • «العلم والإيمان.»

  • «الحرية والقدر.»

  • «الضمير الإنساني شاهدٌ على الله.»

ويبيّن الشيخ مغنية أن حرية الإنسان لا تنفي مشيئة الله، بل تتمّ بها، لأن الله شاء للإنسان أن يكون حراً ليكتمل تكليفه.
ويرى أن الضمير هو صورة مصغّرة عن الوحي، فكل عقلٍ نزيهٍ يحمل في داخله نداء الله.


القسم الخامس: شبهات الماديين والردّ عليها

وهو من أكثر أجزاء الكتاب عمقاً، يردّ فيه على:

  • دعاوى إنكار الله باسم العلم التجريبي.

  • الفلسفة المادية الجدلية.

  • نظرية النشوء والارتقاء.

  • القول بأن الدين وهمٌ نفسي.

ويبيّن أن العلم يكشف عن نظامٍ لا عن خالق النظام، وأن القوانين لا تخلق نفسها، لأن القانون لا يُوجد إلا بوجود مَن يضعه.
ويقول (ص 132):

«إن المادية الحديثة تُشبه من يعثر على ساعة فيظن أن الزمن هو الذي صنعها.»


أهم ما يميّز الكتاب

  1. الأسلوب الأدبي الفلسفي: لغةٌ جزلة، مشحونة بالعاطفة والعقل معاً.

  2. المقاربة التوفيقية: لا يُخاصم الفلسفة، ولا يقدّسها فوق النص.

  3. حضور القرآن في كل فصل: فهو المرجع والبرهان والدليل.

  4. الروح الدعوية: يخاطب القارئ بلسان المحبّ المعلّم لا المتعصّب المجادل.


خلاصة الخلاصة

كتاب «الله والعقل» هو بيانٌ توحيديٌّ فلسفيٌّ بلغةٍ إنسانيةٍ عميقة.
يضع أمام القارئ خريطةً متكاملةً للمعرفة الإلهية من المنظور العقلي، ويدعو إلى الإيمان الواعي القائم على التفكير لا التلقين.

«العقل لا يكون مؤمناً إلا إذا عرف أن نوره من نور الله، وأن فكره عبادة إذا صدق في طلب الحق.» — محمد جواد مغنية



ALLAHWALAQL ALLAHWALAQL