عقائد الشيعة في صحيحي السنة

أضيف بتاريخ 11/27/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: عقائد الشيعة في صحيحي السنة
المؤلف: معد البطاط
عدد الصفحات: 531

📘 ملخص كتاب: عقائد الشيعة في صحيحي السنة

المؤلف: معدّ البطّاط
الناشر: دار ومكتبة البصائر، بيروت – لبنان
الطبعة: الأولى، 1433هـ / 2012م
عدد الصفحات: 531 صفحة


🌿 مقصد الكتاب وغايته (ص 5–8)

يبيّن المؤلف في المقدّمة أن هذا العمل أُعدّ لتصحيح الصورة المشوَّهة عن عقائد الشيعة الإمامية، وذلك من خلال نصوص صحيحي البخاري ومسلم أنفسهما، لا من مصادر الشيعة، لإثبات أنّ جذور العقيدة الشيعية موجودة في روايات الصحاح السنية .

يقول المؤلف في مقدمته:

"لقد أردتُ من هذا البحث أن أُبيّن للمنصفين أنّ أكثر ما ينسب إلى الشيعة من بدعٍ أو شركٍ أو غلوٍّ، قد ورد في الصحاح عند أهل السنّة بأسانيد صحيحة، وأن ما نؤمن به اليوم من أصول الإمامة، والولاية، والشفاعة، والتوسّل، والرجعة، إنّما هو امتداد لما أثبته كبار المحدثين عند أهل السنّة."

ويؤكد أن غايته ليست الجدال المذهبي بل تقريب المفاهيم المشتركة وردّ الشبهات عبر النص الحديثي المتفق عليه.


📜 هيكل الكتاب

يتألف الكتاب من أحد عشر بابًا رئيساً، يجمع في كل باب طائفة من الأحاديث المروية في الصحيحين التي توافق عقيدة الشيعة الإمامية في أصلٍ من أصول الدين أو فروعه.

أبرز الأبواب:

  1. الشرك وما يتعلق به

  2. حرمة تكفير المسلمين وتفسيقهم

  3. مشروعية التبرّك والتوسّل بالنبي (ص)

  4. الإمامة والخلافة

  5. فضائل أهل البيت (ع)

  6. الولاية والبراءة

  7. الشفاعة وزيارة القبور

  8. الرجعة والمهدي (ع)

  9. العدل الإلهي والابتلاء

  10. المنزلة بين المنزلتين (مفهوم الإيمان)

  11. القضاء والقدر


الفصل الأول: الشرك وما يتعلق به (ص 9–20)

يفتتح المؤلف بحثه ببيان أن أعظم ما اتُهمت به الشيعة هو الشرك بسبب التوسل بالنبي وأهل بيته (ع)، ثم يستعرض نصوص البخاري ومسلم التي تثبت أنّ التوسل والاستغاثة بالأنبياء من سنن الأنبياء والمرسلين لا شرك.

ويورد من صحيح البخاري حديث استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس عمّ النبي (ص):

«اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا» (البخاري، باب الاستسقاء).

ويعلق قائلاً:

"هذا نصّ صريح في جواز التوسل بغير الله في طلب الحاجة، لا عبادةً له، بل توسّلاً بمكانته عند الله، وهو عين ما يقوله الشيعة اليوم في توسّلهم بأئمة الهدى."

ثم يبيّن أن القرآن الكريم نفسه دعا إلى الوسيلة:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35].


⚖️ الفصل الثاني: حرمة تكفير المسلمين وتفسيقهم

ينقل المؤلف عشرات الأحاديث التي تنهى عن تكفير من قال: «لا إله إلا الله»، منها في صحيح مسلم:

«من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما»

ويقول معدّ البطاط:

"إن الشيعة الذين يشهدون الشهادتين ويقيمون الصلاة ويصومون، لا يجوز تكفيرهم أبداً بحسب هذه النصوص الصحيحة، ومع ذلك نرى بعض المتشددين يخرجونهم من الإسلام، في حين أن البخاري ومسلم يقرران بقاء العصاة ضمن دائرة الإسلام."


🕋 الفصل الثالث: مشروعية التبرّك والتوسّل (ص 20–40)

يعرض المؤلف روايات التبرك بآثار النبي (ص)، كحديث أم سليم التي كانت تجمع عرق النبي في قارورة، وحديث الصحابة الذين كانوا يتبركون بشَعره وثيابه.

ويستشهد بحديث في صحيح البخاري:

«كان الصحابة يتبركون بوضوئه وشعره ويتسابقون على نخامته»

ويقول:

"إنّ من يرى اليوم أن لمس ضريح النبي أو أوليائه شركٌ، قد خالف صريح أفعال الصحابة أنفسهم الذين تبركوا بآثار جسده الشريف."


👑 الفصل الرابع: الإمامة والخلافة (ص 45–110)

يُعدّ هذا الباب أطول فصول الكتاب، وفيه يجمع المؤلف ما ورد في الصحيحين مما يثبت أحقية أمير المؤمنين علي (ع) بالخلافة الروحية والسياسية.

منها حديث الغدير الذي أخرجه مسلم بلفظٍ قريب:

«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه».

ويُضيف المؤلف أن هذا النص في أصحّ كتب أهل السنة يثبت مبدأ الولاية، وأن "الخلاف ليس في النص بل في التأويل".

كما ينقل أحاديث سعد بن أبي وقاص في البخاري ومسلم حول قوله (ص):

«لعليٍّ فيك خصالٌ ثلاث لو كانت لي واحدة منها لكانت أحبّ إليّ من حمر النعم»
ويقول إن هذا إقرار نبوي بتميّز الإمام علي (ع) بالعلم والجهاد والولاية .


🌹 الفصل الخامس: فضائل أهل البيت (ع)

يستعرض المؤلف أحاديث الثقلين، والكساء، وآية التطهير، وزيارة فاطمة الزهراء (ع) وقول النبي فيها:

«فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني» (البخاري ومسلم).

ويقول معدّ البطاط:

"إذا كانت الزهراء تمثل رضا النبي وغضبه، فذلك يقتضي أن يكون غضبها على من ظلمها معصيةً لله ورسوله، وهذا أصل شيعي في مفهوم الولاية والبراءة."


🌠 الفصل السادس: الشفاعة وزيارة القبور (ص 200–230)

يعرض المؤلف الأدلة من الصحيحين على جواز طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد وفاته، كحديث الرجل الأعمى الذي قال له النبي:

«قل: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيّك محمد نبي الرحمة».

ويبين أن هذا هو عين التوسل الذي يعمل به الشيعة اليوم، ولا وجه لوصفه بالبدعة.


🕊️ الفصل السابع: المهدي والرجعة (ص 300–360)

يعرض المؤلف أحاديث المهدي في الصحيحين، منها:

«المهدي من عترتي من ولد فاطمة».
ويقول:
"إذا كان أهل السنة يروون هذا الحديث في الصحاح، فاعتقاد الشيعة بخروجه ليس غلوّاً، بل استمرارٌ للإيمان النبوي ذاته."

ويخصص المؤلف فصلاً عن "الرجعة" بوصفها إحياءً لبعض الصالحين في زمن الظهور، مشيراً إلى روايات البعث الجزئي التي أخرجها مسلم في كتاب الفتن.


🔆 الفصل الأخير: العدل الإلهي والقضاء والقدر

يفصّل المؤلف القول في مسألة الجبر والتفويض، ويستند إلى أحاديث النبي (ص) التي تنصّ على أن الله كتب الرحمة على نفسه وأن العبد مختار في فعله، فيستنتج أن مذهب الشيعة في المنزلة بين المنزلتين موافقٌ لمنهج النبي في الوسطية بين الجبر والاختيار.


🪶 المنهج العلمي للكتاب

  • يعتمد المؤلف حصراً على صحيحي البخاري ومسلم دون غيرهما.

  • يذكر نص الحديث، ثم يبيّن وجه مطابقته للعقيدة الإمامية.

  • يجمع بين التحليل العقلي والاستدلال النقلي.

  • يستخدم لغة هادئة أقرب إلى أسلوب المقارنة الموضوعية لا الجدل المذهبي.


🌺 خلاصة الخلاصة

كتاب «عقائد الشيعة في صحيحي السنة» هو دراسة توثيقية فريدة تثبت أن أصول العقيدة الإمامية لا تتعارض مع صحيح الحديث عند أهل السنة، بل إن كثيراً من تلك العقائد مذكورٌ نصّاً في الصحاح، غير أن الخلاف في التأويل لا في الرواية.

"الحقّ لا يُخشى عليه من البحث، لأنّ الحديث الصحيح إذا أُنصفَ دلّ على آل بيت النبي وأتباعهم." — معدّ البطاط



AQAEDALSHIA AQAEDALSHIA