كتاب: السعادة والإسعاد في السيرة الإنسانية
المؤلف: أبي الحسن أبي ذر محمد بن يوسف العامري النيسابوري
عدد الصفحات: 385
يعدّ هذا الكتاب من أهم مؤلفات أبي الحسن العامري (ت. 381هـ)، أحد فلاسفة الإسلام الأوائل الذين سعوا إلى المزاوجة بين الفلسفة والعقيدة، وبين العقل والشريعة في بناء السلوك الإنساني.
يبحث العامري في مفهوم السعادة الإنسانية من زاوية فلسفية وأخلاقية، مقرّراً أنّ الغاية القصوى للإنسان هي الوصول إلى الكمال العقلي والروحي، وأنّ هذا الكمال لا يتحقق إلا إذا اجتمع العلم بالعمل، والعقل بالشريعة.
ينقسم الكتاب إلى ستة أقسام رئيسة:
-
السعادة والإسعاد ومعانيها وسبل الوصول إليها، ويشرح فيه أنّ السعادة الحقّة ليست في اللذة أو المال، بل في معرفة الله والالتزام بالفضيلة.
-
العوارض التي تضرّ بالإنسان في طلبه للسعادة، كالغفلة، والهوى، والجهل، وكيفية دفعها بالتربية العقلية والنفسية.
-
الإسعاد بوصفه واجبًا اجتماعيًا، أي أن من بلغ السعادة ينبغي أن يسعى لإسعاد غيره بالعلم والنصح والإحسان.
-
الرياسات والسلطات، وبيان دورها في إصلاح الإنسان والمجتمع إن اتبعت العدل والعقل.
-
العلاقة بين النفس والعقل والبدن، وتحليل كيفية انسجامها للوصول إلى الحياة الفاضلة.
-
الإشارة إلى سبيل الرقيّ الإنساني عبر التزكية والمعرفة.
يتضح من فكر العامري أنه تأثر بالأفلاطونية والأرسطية لكنه أعاد صياغتهما في ضوء الإسلام، فجعل العقل خادمًا للوحي لا نقيضًا له، واعتبر أنّ كل سعادة لا تقوم على الإيمان والعمل الصالح فهي زائلة.
الكتاب من أمهات النصوص التي تمهّد للفكر الأخلاقي الفلسفي في التراث الإسلامي، ويُعدّ محاولة مبكرة لتأسيس علم النفس العملي الإسلامي القائم على تهذيب السلوك وإصلاح الفكر في ضوء الوحي والعقل معًا.
