عجائب الكلام والكتابة

أضيف بتاريخ 11/26/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: عجائب الكلام والكتابة
المؤلف: الشيخ عبدالرسول زين الدين
عدد الصفحات: 177

📘 ملخص كتاب: عجائب الكلام والكتابة

المؤلف: الشيخ عبد الرسول زين الدين
الناشر: مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر – بيروت
الطبعة: الأولى، 1425 هـ / 2004 م
عدد الصفحات: 177 صفحة


🌿 تمهيد عام

الكتاب درّة أدبية وعرفانية نادرة، يبحر فيها الشيخ عبد الرسول زين الدين في عالم اللغة بوصفها معجزة إلهية تتجلى في الإنسان والكائنات كافة، فيجمع بين البيان القرآني، والعجائب اللغوية، والكلام الفطري للمخلوقات.

وقد أهدى المؤلف كتابه «إلى الأنوار الطاهرة التي فضلها مكتوب على كل شيء، وناطق به كل حي» — في إشارة إلى النبي وآله (عليهم السلام) — فهم مهبط الكلام الإلهي ومصدر أسراره.


🕊️ مضمون الكتاب وهيكله

يقسم المؤلف كتابه إلى قسمين رئيسين:

  1. عجائب الكلام

  2. عجائب الكتابة

ويبدأ كل قسم بعرضٍ بلاغيٍّ وروحيٍّ عميقٍ حول ماهية الظاهرة اللغوية، قبل أن ينتقل إلى نماذج مدهشة من النصوص والروايات.


القسم الأول: عجائب الكلام

يرى الشيخ زين الدين أن الكلام ليس خاصًّا بالإنسان وحده، بل هو لغة الخلق كلّه — الحصى، والنخل، والطيور، وحتى الجمادات.
ويستدلّ بحديثٍ نبويٍّ شريفٍ رواه عن أنس بن مالك:

«إن المؤمن إذا مات، وترك ورقةً مكتوبًا عليها علمٌ، علّمته يوم القيامة كل ذرةٍ في الأرض، وأعطاه الله مدينةً واسعةً بكل حرفٍ منها.»

ثم يستعرض نماذج من كلام المخلوقات كما ورد في الروايات:

🕊️ 1. كلام النملة والنحل

يورد رواية الإمام موسى بن جعفر (ع):

«مرّ أمير المؤمنين (ع) بخلية نحلٍ فقال: إن لهذه العجائبَ لشأنًا، فإنها تعلّم الناس النظام والطاعة والعمل.»

ويستنتج أن النحل والنمل مظهران للكلام العملي المنظم، أي «كلام الفعل» الذي يفوق بلاغة اللسان.

🕊️ 2. كلام الحجر والشجر

يذكر المؤلف قول النبي (ص):

«كنت أسمع الحجر يسلّم عليّ قبل أن أُبعث نبيًّا.»
وهو شاهد على أن كل ذرة في الكون تتكلم بلغة التسبيح وإن خفيت على آذان البشر.

🕊️ 3. كلام الطير والغراب والوزغ

يورد رواياتٍ طريفة عن الإمام علي (ع) حين فسر أصوات الطيور، منها قوله (ع):

«إن الغراب إذا صاح قال: اللهم العن العباد على الذنوب والفساد.»
وكذلك يذكر حوارًا بين النبي (ص) والوزغ (أبو بريص) الذي ناداه بتحذيرٍ من مكيدة، فيقول المؤلف إنّ الطبيعة كلّها تشهد للتوحيد وتتكلم بالتسبيح.

🕊️ 4. كلام الحمار (حديث عفير)

يروي المؤلف حديث الإمام الصادق (ع):

«كان للنبي (ص) حمارٌ يقال له يعفور، ناداه يوماً فقال: بأبي أنت وأمي، لقد كان لي آباءٌ يركبهم أنبياء الله، وأنا آخر نسلٍ منهم.»
ثم يقول الشيخ زين الدين إنّ هذا الكلام العجائبي ليس مجازاً بل قدرة إلهية خاصة بالنبيّ وآله في سماع نطق الكائنات.


📜 القسم الثاني: عجائب الكتابة

ينتقل الشيخ زين الدين إلى مبحث الكتابة، فيصفها بأنها وجهٌ آخر للكلام الإلهي، إذ كما أن اللسان ينطق بالحروف، كذلك القلم ينطق بالخطوط.
ويبدأ هذا القسم بآية:

﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ [العلق: 4].

ثم يبيّن أن الكتابة أداةٌ لنقل الفكر وتخليد العلم، وهي من أولى النعم التي خصّ الله بها الإنسان.
ويشير إلى أن الكتابة — في حقيقتها — عبادة فكرية، لأن كل حرفٍ يُكتب في سبيل الله يصبح نوراً يوم القيامة.


💡 الموضوعات الفرعية في هذا القسم

  1. أصل الكتابة الإلهي:
    يرى المؤلف أن الكتابة وُجدت مع الخلق الأول، فآدم (ع) هو أول من كتب بالحرف، كما ورد في بعض الروايات.

  2. الكتابة في القرآن:
    يستعرض الآيات التي تشير إلى "الكتاب"، مثل:

    ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾،
    مبيناً أن معنى الكتابة في القرآن يتجاوز القلم المادي إلى التقدير الإلهي في اللوح المحفوظ.

  3. الإعجاز في الخط العربي:
    يفرد المؤلف صفحاتٍ في وصف جماليات الخط العربي، فيراه رمزاً روحياً أكثر من كونه فناً تشكيلياً، لأنه يترجم أسماء الله وصفاته في هندسة الحروف.

  4. الكتابة والنية:
    يروي حديث الإمام الصادق (ع):

    «من كتب حرفاً يريد به وجه الله كان كمن عبد الله في محرابٍ ألف عام.»


🌸 الرسالة المركزية للكتاب

يريد الشيخ عبد الرسول زين الدين أن يقول إنّ الكلام والكتابة كلاهما تجلٍّ لكلمة “كُنْ” الإلهية، فهما من نورٍ واحدٍ متجذر في روح الإنسان والوجود، وإنّ إدراك عجيب صنعهما هو طريقٌ إلى معرفة الخالق جلّ جلاله.

ولهذا يربط المؤلف بين الكلام الإنساني وكلام الله في القرآن، مبيناً أن:

«كل كلمةٍ صادقةٍ هي من نفَسِ الرحمن، وكل حرفٍ صادقٍ هو من أثرٍ من آثاره.»


🕯️ الأسلوب والمنهج

  • أسلوبه أدبيٌّ وعرفانيٌّ رفيع، يمزج بين البيان القرآني والتأمل العقلي.

  • يعتمد على الروايات المأثورة عن النبيّ وأهل بيته (ع)، مع شروحٍ تأمليةٍ تربط النص بالعبرة.

  • يطغى عليه طابع اللغة الصوفية الشيعية المشرقة بالرمز والنور.


🌺 خلاصة الخلاصة

كتاب «عجائب الكلام والكتابة» هو سفرٌ في عالم اللغة بوصفها مرآةً للروح الإلهية في الإنسان والكون.
يقدّم رؤيةً مدهشة تجمع بين البلاغة والمعجزة، بين الحرف والمعنى، بين الكلمة والقلب، في ضوء الهداية المحمدية العلوية.

«الكلمة إذا خرجت من قلبٍ مؤمنٍ، كانت آيةً من آيات الله، والكتابة إذا سُطّرت بنيةٍ خالصةٍ، كانت صلاةً بمداد الحروف.» — عبد الرسول زين الدين



AJAEBALKALAM AJAEBALKALAM