كتاب: إرشاد السائلين
المؤلف: الشيخ علي آل محسن
عدد الصفحات: 423
📘 إرشاد السائلين
المؤلف: الشيخ علي آل محسن
عدد الصفحات: 423 صفحة
الناشر: دار المحجة البيضاء – بيروت
✨ أولاً: مضمون الكتاب وغايته
الكتاب عبارة عن مجموعة من الأسئلة العقائدية والفكرية والفقهية المعاصرة التي وردت إلى المؤلف من مختلف البلدان، أجاب عنها بأسلوبٍ علميٍّ رصين يجمع بين المنهج الحوزوي والدقة المنطقية، مع وضوحٍ يناسب المثقف المعاصر.
ويهدف الكتاب إلى تثبيت العقيدة الصحيحة وتبديد الشبهات التي تُثار ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، مع تعزيز قدرة القارئ على الحوار الواعي والمقارنة المنصفة بين المدارس الفكرية الإسلامية.
✨ ثانياً: منهج الشيخ آل محسن في الكتاب
يتّسم منهجه بالجمع بين:
-
العقل والنقل: فلا يكتفي بالنصوص، بل يستند إلى البراهين العقلية الدقيقة.
-
التحليل المقارن: إذ يعرض رأي الشيعة ثم يناقش آراء المخالفين بهدوء ومنطق.
-
الأسلوب السهل العميق: يخاطب المثقف بلغة العصر دون أن يتنازل عن دقة المصطلح الديني.
-
الترتيب الموضوعي: إذ يسير من المبادئ العقائدية إلى المسائل الفكرية المعاصرة ثم إلى المسائل التربوية والاجتماعية.
✨ ثالثاً: محتوى الكتاب (بحسب المحاور الرئيسة)
🔹 القسم الأول: العقائد
يبدأ من الصفحة (7) بعنوان «عقائد»، ويضم عدة أسئلة وأجوبة علمية، منها:
-
ما هو علم الكلام؟
يوضح الشيخ أن علم الكلام هو العلم الذي يُعنى ببيان العقائد الدينية بالأدلة العقلية والنقلية، وهو من العلوم الإسلامية الأساسية التي نشأت للدفاع عن العقيدة ضد الشبهات. -
الكتب العقائدية الأساسية عند الشيعة
يذكر من أبرزها: الاعتقادات للشيخ الصدوق، نهج الحق للعلامة الحلي، الفصول المهمة للكراجكي، تجريد الاعتقاد للطوسي، والباب الحادي عشر، مبينًا أن هذه الكتب أرست أصول علم الكلام الإمامي. -
هل العقل كافٍ في معرفة الحقائق؟
يرى المؤلف أن العقل وحده لا يكفي دون هدى الوحي، لأن العقل وإن كان حجة داخلية لكنه محدود الإدراك، والإنسان يحتاج إلى هداية الأنبياء والأئمة (ع) لإكمال طريق المعرفة. -
هل اقتبست الشيعة بعض معتقداتها من المعتزلة؟
يردّ الشيخ على هذه الدعوى قائلاً: إن الشيعة والمعتزلة التقوا في بعض النتائج لا في الأصول، لأن كلاً منهما استدلّ بعقله على حقائق مختلفة، فليس بينهما علاقة اقتباس بل تلاقٍ فكري في بعض المسائل، كالقول بعدل الله وتنزيهه عن الظلم. -
علاقة الدولة الصفوية بعقائد الشيعة
يؤكد المؤلف أن الدولة الصفوية لم تُنشئ المذهب الإمامي ولم تُبدّل عقيدته، بل أحيت ما كان قائماً قبلاً، فالعقيدة الشيعية ثابتة منذ عصر النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين. -
عقائد الشيعة في زمن أمير المؤمنين (ع)
يبيّن أن عقائد الشيعة لم تتطور عبر الزمن كما يزعم بعض المستشرقين، بل هي ذاتها التي كان عليها أمير المؤمنين وأصحابه، فالتشيّع امتداد للإسلام النقيّ الأول.
🔹 القسم الثاني: الفكر الديني المعاصر
-
تحصين الأبناء ضد العقائد المنحرفة
يعرض الشيخ خطوات تربوية عملية:-
إدخال التعليم العقائدي في المراحل الدراسية المبكرة.
-
عقد دروس حوارية صيفية مبسطة.
-
التركيز على القدوة العملية.
-
تأسيس مراكز تربوية تُعنى بنشر ثقافة أهل البيت (ع).
ويؤكد أن التحصين الفكري يبدأ من الأسرة والمدرسة معًا.
-
-
طلب تأليف كتاب جامع في العقيدة
في آخر الكتاب (ص 20)، يناقش المؤلف فكرة وضع كتاب شامل في العقائد يجمع بين الأدلة العقلية والنقلية بأسلوب عصري، لتقريب الفكر الإسلامي الإمامي إلى القارئ الحديث.
✨ رابعاً: أسلوب الشيخ علي آل محسن
-
يحرص على نقاء العبارة ودقة البرهان، ويتجنّب الجدل غير العلمي.
-
يستعمل أسلوب السؤال والجواب في جميع الفصول، وهو ما جعل الكتاب قريبًا من ذهن القارئ.
-
يكثر من الاستشهاد بالقرآن الكريم والحديث الشريف، ويُبيّن تفسير أهل البيت (ع) للآيات المرتبطة بالتوحيد والعدل والإمامة.
-
يعالج المسائل بروحٍ تربويةٍ إصلاحية، فيربط العلم بالعمل والإيمان بالسلوك.
✨ خامساً: القيمة العلمية للكتاب
-
يعدّ من الكتب العقائدية التربوية المعاصرة التي توازن بين الفلسفة والكلام.
-
يصلح أن يكون دليلًا للمبلّغين والمعلمين في المدارس الدينية الحديثة.
-
يقدّم أسلوبًا تربويًا في الردّ على الشبهات بأسلوب علمي رفيق.
-
يُظهر مكانة الشيخ آل محسن في الجمع بين الأصالة والمعاصرة في الخطاب الإمامي.
✨ سادساً: في ضوء فكر الشيخ آل محسن
تتجلى في الكتاب فلسفة الشيخ آل محسن القائمة على أن:
«الإيمان ليس علماً يُحفظ، بل نورٌ يُعاش، ولا يثبت إلا بالعلم والعمل معاً.»
ويرى أن مهمة العلماء اليوم هي أن يحوّلوا العقيدة من جدلٍ نظري إلى وعيٍ سلوكيٍّ ينعكس على الأخلاق والمجتمع.
✨ خلاصة الخلاصة
كتاب «إرشاد السائلين» هو موسوعة حوارية موجزة، تجمع بين التحقيق الكلامي والدعوة التربوية، وتضع القارئ أمام منهجٍ علمي متوازن يُثبّت الإيمان ويردّ الشبهة بالحكمة والموعظة الحسنة.
ومن قرأه أحسّ أنه يسير في صحبة عالمٍ مربي، لا مجادلٍ مناظر، يعلّمه كيف يسأل بعقلٍ ويؤمن بقلبٍ.
