تسلية الفؤاد في بيان الموت والمعاد

أضيف بتاريخ 11/19/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: تسلية الفؤاد في بيان الموت والمعاد
المؤلف: السيد عبد الله شبر
عدد الصفحات: 272

أولاً: التعريف بالكتاب ومكانته

كتاب تسلية الفؤاد هو من المصنفات الأخلاقية الروحية التي ألّفها العالم الرباني السيد عبد الله شُبّر (1188–1242هـ)، أحد أعلام القرن الثالث عشر الهجري، المشهور بعلمه الغزير وكتبه الكثيرة في الفقه والتفسير والعقائد والأخلاق.

جاء هذا الكتاب ليكون دواءً للقلوب عند هول الموت، وعزاءً للنفوس عند فراق الأحبة، وتذكرةً بظلمة القبر وأنوار المعاد، فجمع فيه بين النصوص القرآنية، والروايات المروية عن أهل البيت (ع)، مع تأملاتٍ عرفانيةٍ بليغة.


ثانياً: غاية الكتاب وموضوعه

الغاية التي قصدها المؤلف هي كما عبّر عنها في مقدمته:

«ليتسلى المؤمن عن الدنيا الفانية، ويأنس بذكر الآخرة الباقية، فيزهد فيما يفنى، ويعمل لما يدوم.»

فموضوع الكتاب يدور حول الموت وما بعده: من لحظة خروج الروح، إلى البرزخ، ثم القيامة، فالخلود في الجنة أو النار.


ثالثاً: منهج السيد شُبّر

  • اعتمد على الروايات الموثوقة من كتب الحديث المعتمدة، مثل الكافي ومن لا يحضره الفقيه وبحار الأنوار.

  • اعتمد الترتيب الزمني لرحلة الإنسان بعد الموت.

  • استخدم لغةً أدبيةً رقيقةً مشوبةً بالعظة، بعيدةً عن الجدل الكلامي.

  • كان يدمج بين التحليل العقائدي والترقيق القلبي بأسلوب يجمع العقل والعاطفة.


رابعاً: محتوى الكتاب ومضامين فصوله

🔹 المقدمة

  • بيان معنى الموت وحقيقته، وأنه ليس فناءً، بل انتقال من دارٍ إلى دار.

  • يذكر الآيات التي تذكّر بالموت، مثل قوله تعالى:

    ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾.

  • ويورد رواياتٍ عن أهل البيت (ع) في فضل ذكر الموت، كقول أمير المؤمنين (ع):

    «أكثروا ذكر الموت، فما أكثر ذكره إلا قلبٌ زهد في الدنيا.»


🔹 الفصل الأول: في سكرات الموت وخروج الروح

  • يصف شدائد ساعة الموت، وكيف تُعرض الأعمال على الميت ساعة فراقه.

  • يورد روايات مؤثرة عن حضور رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) عند موت المؤمنين، وحضور الشياطين عند موت الكافرين.

  • يشير إلى أن شدّة الموت للمؤمن تكفّر ذنوبه وتطهّره للقاء الله.

  • يذكر أدعية وأوراداً لتسهيل الموت، منها: سورة يس، وآية الكرسي، وذكر لا إله إلا الله.


🔹 الفصل الثاني: في القبر وأحوال البرزخ

  • يشرح معنى البرزخ بأنه المرحلة الفاصلة بين الموت والقيامة.

  • يورد روايات في سؤال منكر ونكير، وامتحان القبر، وضغطة القبر.

  • ويذكر أنّ القبر إمّا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

  • يستشهد بقول الإمام الصادق (ع):

    «القبرُ منذ يُدفن الميتُ إلى يوم القيامة إمّا نعيمٌ دائمٌ أو عذابٌ دائم.»

  • يذكر فضل زيارة القبور، وقراءة القرآن للميت، وصدقة الأحياء عن الأموات.


🔹 الفصل الثالث: في النفخ في الصور والقيامة الكبرى

  • يبدأ بوصف النفختين: نفخة الفناء ونفخة البعث.

  • يذكر مشاهد القيامة من حشر الخلائق، ونشر الصحف، ونصب الموازين، والصراط.

  • يشرح ما ورد في القرآن من مواقف ذلك اليوم، ويورد روايات تصف هوله، كقول الإمام الباقر (ع):

    «يُحشر الناس عراة حفاة، فينادي منادٍ: أين المتقون؟ فيقومون آمنين.»


🔹 الفصل الرابع: في الحساب والميزان والصراط

  • يبين معنى الحساب: أنه عرض الأعمال على الله لا لجهلٍ منه، بل لإظهار عدله.

  • يذكر أن الحساب يُخفَّف عن المؤمن ويُشدّد على الفاجر.

  • يصف الميزان الحقيقي بأنه الإمام المعصوم (ع) الذي تُوزن به الأعمال.

  • ويذكر أن الصراط أدق من الشعرة وأحدّ من السيف، وأن نجاتنا منه بالولاية.


🔹 الفصل الخامس: في الجنة ونعيمها

  • يصف مراتب الجنان، وأعلى درجاتها جنّة اللقاء والقرب.

  • يورد الروايات التي تصف قصورها، وأنهارها، وأشجارها، ونعيم المؤمنين فيها.

  • ويقول: «نعيم الجنة الحقيقي هو رضا الله، لا الحور والقصور.»

  • يستشهد بقول الإمام علي (ع):

    «إنّ الجنة لا تُنال إلا بالعمل، ولا يُعمل لها إلا باليقين.»


🔹 الفصل السادس: في النار وعذابها

  • يورد أوصاف النار وأبوابها السبعة، ومراتب العذاب.

  • ويبيّن أن رحمة الله أوسع من غضبه، وأن أكثر العصاة يُطهَّرون بالعذاب ثم يدخلون الجنة.

  • يحثّ على التوبة قبل الموت، ويذكر أن «دمعة خوفٍ من الله تطفئ بحاراً من النار».


🔹 الفصل السابع: في الشفاعة والرجاء

  • يبيّن أن الشفاعة ثابتة بالكتاب والسنة، وأن أعظم الشفعاء هم النبي (ص) وأهل بيته (ع).

  • يشرح معنى الشفاعة بأنها إكمال الناقصين من المؤمنين برحمة الله.

  • يختم بقول الإمام الصادق (ع):

    «نحن والله الشفعاء، ومن أحبّنا فهو المرحوم.»


🔹 الفصل الثامن: في أعمال تسعد الميت وتنفعه

  • الدعاء، والصدقة، وقراءة القرآن، وإهداء الثواب.

  • صلة الرحم، وبرّ الوالدين بعد وفاتهما.

  • زيارة القبور، والسلام على أهلها.

  • الإكثار من إنا أنزلناه في ليلة القدر على نية الميت.


🔹 الخاتمة: في تسلية الفؤاد ودوام الذكر

  • يذكّر المؤلف القارئ بأن ذكر الموت دواء الغفلة، وأن المؤمن يعيش بالدنيا زاهداً متزوّداً.

  • ويستشهد بقول أمير المؤمنين (ع):

    «من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ورغب في الآخرة بالكثير.»


خامساً: خصائص أسلوب السيد شُبّر

  1. جمع بين الموعظة والفقه والعرفان.

  2. اعتمد نصوص أهل البيت (ع) دون اجتهاد بالرأي.

  3. لغة جزلة عاطفية تمزج بين الترقيق والبرهان.

  4. هدفه تربوي قبل أن يكون علميّاً.


سادساً: القيمة العلمية والروحية للكتاب

  • من أجمل كتب الآخرة والموت في التراث الإمامي.

  • يجمع بين الجانب الحديثي والتربوي، فيقرّب المفاهيم إلى القلوب.

  • يُعدّ مرجعاً للمواعظ والخطباء في مجالس الوعظ والذكر.

  • وهو من الكتب التي تزيل الخوف من الموت لتزرع بدله الرجاء واليقين.


خلاصة الخلاصة

كتاب «تسلية الفؤاد في بيان الموت والمعاد» هو رحلة إيمانية من دار الفناء إلى دار البقاء.
يأخذ القارئ بيدٍ رؤوفة من ظلمة القبر إلى نور الجنة، ليعلّمه أن الموت ليس نهاية الطريق، بل بدايته إلى الله.

وهو كما قال المؤلف في آخر سطوره:

«طوبى لمن أعدّ زاده قبل الرحيل، وذكر لقاء ربه فهانت عليه الدنيا بما فيها.»



TASLIATALFUAAD TASLIATALFUAAD