كتاب: غزوة أحد ، في ضوء القرآن الكريم
المؤلف: الشيخ محمد رضا الجعفري
عدد الصفحات: 238
يتناول هذا الكتاب غزوة أحد من خلال منهج قرآني تحليلي، يهدف إلى إعادة قراءة هذه الواقعة التاريخية العظيمة على ضوء الآيات التي تناولتها في سورة آل عمران. يرى المؤلف أن هذه الغزوة ليست مجرد حدث عسكري بل مدرسة تربوية روحية رسمت ملامح العلاقة بين الإيمان والابتلاء.
يبدأ الكتاب بمقدمة تؤكد أن غزوة أحد شكّلت منعطفًا حاسمًا في مسار الدعوة الإسلامية، إذ كشفت عن طبيعة المجتمع المؤمن بين الصادقين وضعاف الإيمان، وعن أثر الانقياد للأمر الإلهي في النصر أو الهزيمة.
يشرح الشيخ الجعفري تسلسل الأحداث منذ قرار النبي (ص) بالخروج من المدينة، مرورًا بانقسام المسلمين بين البقاء والخروج، وانتهاءً بما جرى في ساحة القتال. ثم يربط بين كل محطة وبين الآيات القرآنية التي نزلت بشأنها، موضحًا كيف فسّر القرآن أسباب الهزيمة المؤقتة باعتبارها نتيجة للتخلّف عن الطاعة والطمع في الغنيمة.
كما يناقش الكتاب الأبعاد النفسية والإيمانية للمعركة، من خلال تحليل الآيات التي تعاتب المؤمنين وتذكّرهم بالثبات، مثل قوله تعالى: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل»، مبينًا أن هذه الآيات لم تُعنِّف المؤمنين بقدر ما ربّتهم على الصبر والإخلاص والتجرد لله.
ويخصّ المؤلف فصولًا لتفسير المواقف الفردية، مثل ثبات النبي (ص) في المعركة، وموقف الإمام علي (ع) في الدفاع عنه، وانسحاب بعض المسلمين، ليظهر من خلالها أن القيادة الإلهية لا تتزعزع مهما اضطربت الصفوف.
يختم الكتاب بخلاصة فكرية تقول إنّ غزوة أحد لم تكن هزيمة بل امتحانًا ربانيًا لتصفية الصفّ الإسلامي، وأن القرآن الكريم أراد من خلالها تعليم الأمة أن النصر الحقيقي هو نصر العقيدة، لا الغلبة المادية.
الكتاب يمزج بين التاريخ والتدبّر القرآني في أسلوب علمي رصين، يجعل القارئ يعيش واقعة أحد بعيون الوحي لا بعيون المؤرخين فقط.
