أضواء على السياسة العادلة والظالمة

أضيف بتاريخ 11/26/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: أضواء على السياسة العادلة والظالمة
المؤلف: الشيخ باقر شريف القرشي
عدد الصفحات: 140

📘 ملخص كتاب: أضواء على السياسة العادلة والظالمة

المؤلف: الشيخ باقر شريف القرشي
التحقيق: مهدي باقر القرشي
الناشر: مؤسسة الأنوار الهاشمية – قم المقدسة
الطبعة: الأولى، 1432هـ / 2011م
عدد الصفحات: 140 صفحة تقريبًا


🌿 أولاً: غاية الكتاب ومقاصده

يُعدّ هذا الكتاب من آخر ما صنّفه العلّامة الشيخ باقر شريف القرشي (رضوان الله عليه)، وجاء ليعرض رؤية إسلامية واضحة عن مفهوم السياسة في ضوء القرآن الكريم وسيرة النبي وأهل بيته (ع).

يقول في المقدمة (ص 7):

«السياسة الظالمة منذ العصور الأولى إلى يوم الناس هذا كانت مصدر الفتنة والدمار والفساد، وقد انحرف الناس عن سياسة العدل الإلهية إلى سياسة الطغيان وحبّ الذات والمصلحة، فعمّ الظلم وسُفكت الدماء.»

ويؤكد أن غاية هذا الكتاب هي:

«إظهار الفرق بين السياسة التي دعا إليها الإسلام، والسياسات التي حكمت الشعوب بالحديد والنار، لتبيان أن الإسلام دينُ عدلٍ ورحمةٍ لا قهرٍ واستغلال.»


⚖️ ثانياً: هيكل الكتاب

يتضمن الكتاب أربعة فصول رئيسة بعد التمهيد:

  1. تمهيد في مفهوم السياسة في الإسلام

  2. السياسة العادلة في سيرة النبي والأئمة (ع)

  3. السياسة الظالمة في تاريخ المسلمين

  4. دروس وعبر في إصلاح الحكم والمجتمع


🕌 الفصل الأول: مفهوم السياسة في الإسلام

يبدأ الشيخ القرشي ببيان أن السياسة في أصلها ليست مذمومة، بل هي من صميم الدين، إذا كانت قائمةً على العدل والمصلحة العامة.
ويقول في الصفحة (9):

«السياسة على ضوء الإسلام تهدف إلى رعاية مصالح الأمة في دينها ودنياها، لا إلى تكديس الثروات وتوسيع السلطان.»

ويُبيّن أن النبي (ص) مارس السياسة بأرقى صورها حين أقام دولة قائمة على المساواة والحرية والرحمة، لا على الطبقية والتمييز.


🌸 الفصل الثاني: السياسة العادلة

يتحدث فيه المؤلف عن نموذج السياسة العادلة المتمثّل في الإمام علي (ع)، فيصفه بأنه:

«أول من أقام الحكم على العدل الخالص، فلم يُفرّق بين قريبٍ وبعيد، ولا بين غنيٍّ وفقير.»

ويستشهد بقول الإمام علي (ع) كما ورد في نهج البلاغة:

«والله لو أُعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جُلبَ شعيرةٍ ما فعلتُه.»

ويُبرز الشيخ القرشي في هذا الفصل أن الإمام علي (ع) هو القدوة السياسية الخالدة، لأنه:

  • رفض شراء الولاءات بالمال.

  • حارب المحاباة في المناصب.

  • ساوى بين الناس في العطاء.

  • جعل من بيت المال ملكاً للأمة لا للحاكم.

وفي الصفحة (17–19) يذكر نصًّا بديعاً من نهج البلاغة يصف فيه الإمام علي (ع) آلامه من ظلم السلاطين:

«ألا وإنّ في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق.»


🔥 الفصل الثالث: السياسة الظالمة

يتناول الشيخ القرشي في هذا الفصل التحوّل المأساوي في مسار الحكم بعد النبي (ص)، ويبيّن كيف انتقلت الخلافة إلى ملكٍ عضوضٍ يتوارثه الجبابرة.
ويقول في الصفحة (11):

«ما أكثر ما جرى باسم الدين من حروبٍ وسفكٍ للدماء، وما أكثر ما ارتكبت من مظالم ضدّ أهل البيت (ع) وأتباعهم تحت راية الإسلام!»

ثم يضرب أمثلة من:

  • سياسة بني أمية القائمة على القهر والإرهاب.

  • سياسة بني العباس التي رفعت شعار "الرضا من آل محمد" ثم حاربتهم بعد التمكّن.

ويصفها بأنها سياساتٌ ظالمة حوّلت الدين إلى وسيلة للسلطة.


🌿 الفصل الرابع: السياسة والإصلاح

في القسم الأخير، يقدّم الشيخ القرشي رؤية إصلاحية لما يجب أن تكون عليه القيادة في الإسلام، ويقول (ص 13):

«الحاكم في الإسلام خادم للأمة، لا سيّد عليها، ولا يحقّ له أن يستأثر بمالٍ أو منصبٍ، أو يتقدّم على الناس في حقوقهم.»

ويذكر أن من أبرز صفات الحاكم العادل:

  1. الإيمان العميق بالله وبالآخرة.

  2. الزهد في الدنيا والمناصب.

  3. العدل في الرعية، وعدم التمييز بين الناس.

  4. الشجاعة في قول الحقّ، ولو على نفسه.

ويختم الكتاب بتأكيد أن الإسلام لا يقرّ حكمًا إلا بالمشروعية الإلهية والرضا الشعبي، وأن العدالة السياسية هي الامتداد الطبيعي للعدالة الإلهية.


💫 المنهج والأسلوب

  • اعتمد الشيخ القرشي التحليل التاريخي الموثّق بالروايات.

  • جمع بين اللغة الأدبية المشرقة والبيان الفقهي الهادئ.

  • استخدم أسلوب المقارنة بين النموذج العادل (الإمام علي ع) والنموذج الظالم (الحكام الأمويين والعباسيين).


🕊️ خلاصة الخلاصة

كتاب «أضواء على السياسة العادلة والظالمة» هو رسالة فكرية في فلسفة الحكم عند أهل البيت (ع)، تضع يد القارئ على الفارق بين السلطة في منطق الإسلام والسلطة في منطق الجاهلية المتجدّدة.

فالإسلام – كما يبيّن المؤلف – لا يعرف السياسة المنفصلة عن الأخلاق، ولا الحكم المنفصل عن الرحمة، بل يرى القيادة تكليفاً إلهياً لخدمة الإنسان، لا تشريفاً دنيوياً للتسلّط عليه.

«العدل في الإسلام روحُ السياسة، والظلمُ موتُها، فحيثما فُقد العدل، سقطت الشرعية، ولو لبس الحاكمُ أثوابَ التقوى.» — الشيخ باقر شريف القرشي



ADWAA ADWAA