الاحتفال بذكرى الأنبياء وعباد الله الصالحين

أضيف بتاريخ 11/27/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الاحتفال بذكرى الأنبياء وعباد الله الصالحين
المؤلف: السيد مرتضى العسكري
عدد الصفحات: 17

📘 ملخص كتاب: الاحتفال بذكرى الأنبياء وعباد الله الصالحين
✍️ تأليف: السيد مرتضى العسكري
📄 عدد الصفحات: 17 صفحة
🏛️ الناشر: سلسلة على مائدة الكتاب والسنّة، ج2


🌿 المقدمة والمقصد العام

هذا الكُتيّب الصغير، على قِصَرِه، هو جوابٌ علميّ رصين من السيد مرتضى العسكري (رضوان الله عليه) على من يحرّم الاحتفال بذكرى الأنبياء والأولياء ويعدّه بدعة.
يبيّن المؤلف أنّ الاحتفال بذكرى الأنبياء والصالحين ليس بدعةً، بل هو من سنن الله في الخلق التي دعا إليها القرآن، واستمرت في الشرائع الإلهية المتعاقبة.

يستشهد المؤلف في الافتتاح بقول الله تعالى:

﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32] ،
ليؤسس بذلك الأصل القرآني لجواز بل استحباب تعظيم شعائر الله، ومنها إحياء ذكرى أوليائه وأنبيائه.


🕊️ أولاً: أدلة القائلين باستحباب الاحتفال

يفتتح المؤلف (ص 7–10) بعرض الأدلة التي تؤيد الاحتفال بذكرى الأنبياء والصالحين، مستنداً إلى مناسك الحج التي تحيي سيرة إبراهيم (ع) وأعماله:

  • مقام إبراهيم (ع): جعله الله موضعاً للصلاة والتبرك.

  • الصفا والمروة: رمزان لذكرى سعي هاجر وإسماعيل، ومع ذلك أوجب الله السعي بينهما.

  • رمي الجمار: لإحياء ذكرى رجم إبليس حين حاول صدّ إبراهيم عن ذبح ابنه.

  • ذبح الأضحية: تخليداً لواقعة فداء إسماعيل.

ثم يعلّق السيد العسكري قائلاً:

"هكذا جعل الله تعالى مناسك الحجّ كلّها إحياءً لذكرى الأنبياء، واحتفالاً ببطولاتهم في سبيل الله."

إذن فإحياء ذكرى النبي (ص) أو الأئمة (ع) أو الصالحين ليس خروجاً عن الدين، بل امتداداً لمشاريع الله السابقة.


💠 ثانياً: انتشار البركة من آدم إلى إبراهيم (ع)

في الصفحات (11–12)، يذكر المؤلف أن تعظيم الأماكن المقدّسة وارتباطها بسير الأنبياء هو من أقدم سنن الله في الأرض.
فكما جعل الله البيت الحرام مثابةً للناس، جعل الوقوف بعرفات والمشعر ومنى مواضع تذكّر وعبادة ارتبطت بسيرة الأنبياء.

ويقول المؤلف:

"منذ عصر آدم (ع) إلى عصر إبراهيم (ع) وإسماعيل (ع)، بقيت البركة في المواضع التي أقاموا فيها الطاعات وعبادات الله."


🕌 ثالثاً: السنة النبوية في الاحتفال بالأنبياء

يستشهد السيد العسكري بحديثٍ نبويٍّ في صحيح مسلم:

«سُئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم الاثنين فقال: ذلك يومٌ وُلدتُ فيه، ويومٌ بُعثتُ أو أُنزل عليّ فيه.»
(صحيح مسلم، كتاب الصيام).

ويستنتج المؤلف أن الاحتفال بيوم ولادة النبي (ص) بطعامٍ أو صلاةٍ أو صيامٍ هو اقتداءٌ بسنّته نفسها.
ويضيف:

"من أحيا ليلة مولده بذكر الله وإطعام الطعام ونشر الفرح لم يُحدث في الدين شيئاً، بل أحيا سنّة النبي في الفرح بنعمة الله."


🌺 رابعاً: بركة الزمان والمكان

في الصفحات (13–15)، يعرض السيد العسكري مبدأ البركة التي جعلها الله في أزمنةٍ وأماكن مخصوصة:

  1. بركة يوم الجمعة:

    "إنّ أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة، فيه خُلق آدم وفيه أُدخل الجنة." (صحيح مسلم).

  2. بركة شهر رمضان وليلة القدر:
    يذكر قوله تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ [القدر: 1]، فيؤكد أن الله يختصّ أزماناً وأمكنةً بالفضل لتكون مواضعَ احتفالٍ بالعبادة والذكر.

وبذلك يُثبت المؤلف أنّ تخصيص زمنٍ للعبادة أو التذكرة ليس بدعة، بل تشريع إلهيّ متكرر في كلّ الشرائع.


💬 خامساً: الردّ على شبهات المانعين

يردّ السيد العسكري على من يقول إنّ الاحتفال بذكرى الأنبياء بدعة بقوله:

"البدعة ما أُحدث في الدين بغير أصلٍ شرعي، أمّا ما كان أصله من تعظيم الشعائر وإحياء الذكر فهو طاعة لا بدعة."

ويضيف:

"لو كان الاحتفال بذكرى النبي ﷺ بدعة، لكان الحج كلّه بدعة، لأنّ مناسكه كلها إحياء لذكرى إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام."


🪶 الخاتمة

في الخاتمة (ص 16–17)، يوصي المؤلف بأن يُقام الاحتفال على وجهٍ مشروعٍ نزيه خالٍ من اللهو والإسراف، قائلاً:

"يُستحب في ليلة المولد الشريف إطعام الطعام في سبيل الله، وإهداء ثوابه لرسول الله (ص)، مع الاجتناب عن البدع التي أحدثها بعض الغافلين."


خلاصة عامة

الكتاب خلاصة موجزة لفكر السيد العسكري في مسألةٍ خلافيةٍ طالما أُثيرت بين المسلمين، وهي جواز الاحتفال بالمولد النبوي وسائر الذكريات الدينية.
ويُثبت بالأدلة القرآنية والحديثية أن تعظيم الذكرى هو من تعظيم الشعائر، وأنّ الأنبياء أنفسهم سنّوا هذه السنّة عبر مناسكهم وشعائرهم.

فالاحتفال بذكرى النبي والأئمة (ع) في نظر السيد العسكري:

عبادةٌ راقية، وشكرٌ لله على نعمة الهداية، لا بدعة ولا غلوّ.



ALEHTEFAL ALEHTEFAL