سلوني قبل أن تفقدوني

أضيف بتاريخ 11/20/2025
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: سلوني قبل أن تفقدوني - جزئين
المؤلف: الشيخ محمد رضا الحكيمي
عدد الصفحات: 399\408
الجزء الأول
الجزء الثاني

📘 سلوني قبل أن تفقدوني

تأليف: الشيخ محمد رضا الحكيمي (رحمه الله)
الناشر: دار المحجة البيضاء – بيروت
عدد الصفحات:

  • الجزء الأول: 399 صفحة

  • الجزء الثاني: 408 صفحات


مقدمة عامة

الكتاب مستوحى من الكلمة الخالدة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع):

«سَلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألونني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم به.»

ومن هنا ينطلق الشيخ محمد رضا الحكيمي ليقدّم موسوعة فكرية معرفية تستعرض العلم العلوي في شموله وسعته، وتبرز مكانة الإمام (ع) كـ الإنسان الكامل والعقل الأول بعد النبي (ص).


منهج المؤلف وغايته

يقول الشيخ الحكيمي في المقدمة (ص 5 من الجزء الأول):

«ليس المقصود من هذا الكتاب جمع الروايات فقط، بل بيان الأفق العلمي الذي أطلّ منه عليٌّ (ع)، والعقل الذي وسع العلوم كلها.»

فالكتاب ليس سردًا تاريخيًا، بل دراسة معرفية تحليلية تسعى إلى الكشف عن:

  1. شمول علم الإمام (ع) في مجالات العقيدة والكون والإنسان.

  2. عمق فكر مدرسة أهل البيت (ع) في مواجهة الفكر البشري المحدود.

  3. معنى الإمامة في بعدها المعرفي، لا السياسي فقط.


🏛️ بنية الكتاب

يتكوّن العمل من جزأين متكاملين:

📗 الجزء الأول:

يتناول الأسس النظرية والمعرفية للعلم العلوي، ومظاهر العبقرية الفكرية في كلمات الإمام (ع).

📘 الجزء الثاني:

يتناول تطبيقات علم الإمام علي (ع) في العقيدة، والفقه، واللغة، والفلسفة، والسياسة، والطب، والاجتماع.


الجزء الأول: الإمام والعلم

🔹 الفصل الأول: كلمة "سلوني" في التاريخ

يفصّل المؤلف في خلفية هذه الكلمة، مبيّناً:

  • أنها صدرت في مسجد الكوفة بعد أن رأى الإمام جهل الناس وغفلتهم.

  • وأنها ليست ادعاءً للعلم الذاتي، بل تأكيد على ما أودعه الله فيه من علمٍ لدنيٍّ بالوحي النبوي.

  • يذكر قول النبي (ص):

    «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتِ الباب.»

ويقول الحكيمي (ص 25):

«كلمة (سلوني) وثيقة عقلية خالدة، تختصر الفرق بين العلم الإلهامي والعلم الاكتسابي.»


🔹 الفصل الثاني: العلم اللدني والإلهام الإلهي

  • يشرح المؤلف أن العلم نوعان:
    أ. علمٌ يُكتسب بالتجربة والدراسة.
    ب. علمٌ يُوهب من الله لمن طهُرت سريرته واتصل بالعقل الكلي.

  • ويثبت من الروايات أن علياً (ع) كان وارث علم النبيين.

  • ويروي قول الإمام الصادق (ع):

    «إن علم عليٍّ علمُ رسول الله، وعلمُ رسول الله علمُ الله.»


🔹 الفصل الثالث: ملامح عبقرية الإمام علي (ع)

يفرد المؤلف صفحات طويلة لتحليل عبقرية الإمام الفكرية:

  • سبقُه في علم الفلك والطب والحساب.

  • إشارته إلى أسرار الطبيعة والعناصر.

  • كلماته في النفس والعقل والروح.

  • ويستعرض من نهج البلاغة نصوصاً توازي النظريات العلمية الحديثة، مثل قوله (ع):

    «وفيكم مضغةٌ صغيرة، وهي أعجب ما فيكم: القلب.»

ثم يعلّق الشيخ الحكيمي قائلاً:

«لو قُرئ نهج البلاغة بعين العالم الطبيعي والفيلسوف لعلم أن صاحبه سابقٌ لعصره بألف عام.»


🔹 الفصل الرابع: علم الإمام في القرآن واللغة

  • يستعرض تفسير الإمام علي (ع) لآياتٍ مثل قوله تعالى:
    ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ و﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾، مبيّناً عمق فهمه للروح والإنسان.

  • ويذكر أنّ الإمام هو أول من وضع أسس النحو والبلاغة واللغة العربية، فقد أملى على أبي الأسود الدؤلي قواعدها.


🔹 الفصل الخامس: فلسفة العلم في فكر الإمام

يرى المؤلف أن الإمام علي (ع) سبق الفلاسفة في تعريف العلم بكونه:

«نور يقذفه الله في القلب، لا يُنال بكثرة الرواية بل بكثرة التقوى.»
ويستنبط الحكيمي من هذا التعريف رؤية معرفية متكاملة:
أن العلم ليس "معلومات"، بل تحوّلٌ في الوعي والسلوك.


الجزء الثاني: مجالات علم الإمام علي (ع)

🔹 الفصل الأول: علمه بالغيوب والسنن الإلهية

يذكر المؤلف شواهد كثيرة على علم الإمام بالمغيبات:

  • إخباره عن استشهاده.

  • وعن الحروب الثلاث (الجمل، صفين، النهروان).

  • وعن الفتن الكبرى بعده.
    ويؤكد أن هذا العلم ليس "غيبًا ذاتيًا"، بل اطلاع من الله على أسرار الوجود بقدر ما يأذن له.


🔹 الفصل الثاني: الإمام والعلم التجريبي

  • يعرض المؤلف نصوص الإمام في الطب والفلك والكيمياء والفيزياء.

  • يستشهد بكلماتٍ منسوبة إليه في تركيب المعادن وتفاعل العناصر، فيقول:

    «في الأرض معادن كأمثال عروق الذهب والفضة، لا تُخرجها إلا النار.»

  • ويعتبره رائد التفكير العلمي في الإسلام.


🔹 الفصل الثالث: الإمام والعلوم الإنسانية

  • يدرس فكر الإمام في الاجتماع والسياسة والاقتصاد من خلال عهد مالك الأشتر.

  • ويرى فيه أول "دستورٍ إنساني" في العدالة الإدارية وحقوق الإنسان.

  • يقول (ص 178):

    «كلُّ مادة في العهد الأشترِي تُقابل مادة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بل هي أسبق وأكمل.»


🔹 الفصل الرابع: الإمام والبلاغة

  • يشرح كيف أن نهج البلاغة يمثل قمّة البيان الإلهي في اللفظ والمعنى.

  • ويحلّل بعض الخطب تحليلاً أدبياً ولغوياً، مثل:

    • خطبة المتقين (الهمّام).

    • الخطبة الشقشقية.

    • خطبة البيان في التوحيد.


🔹 الفصل الخامس: الإمام علي والإنسان الكامل

يختم الشيخ الحكيمي موسوعته بهذا الفصل العميق، حيث يشرح أن الإمام علي (ع) هو الإنسان الكامل الذي تحقّقت فيه جميع أسماء الله الحسنى في حدود الإمكان البشري.
ويقول في آخر سطور الجزء الثاني (ص 408):

«إذا أردت أن ترى العقل في تمامه، والإيمان في أوجه، والخلق في أصفاه، فانظر إلى من قال: سلوني قبل أن تفقدوني.»


الأسلوب والمضمون

  • لغة الشيخ الحكيمي مزيج من البلاغة والعلم، فيها نفسٌ قرآني وروحٌ عرفانية.

  • الكتاب يجمع بين التحقيق الحديثي، والتحليل الفلسفي، والتفسير الروحي.

  • يُعدّ من الكتب النادرة التي تربط الفكر الإمامي بالمعرفة الكونية الحديثة.


خلاصة الخلاصة

إن كتاب «سلوني قبل أن تفقدوني» هو موسوعة في علم الإمام علي (ع)، لا تقتصر على الرواية بل تمتد إلى الرؤية.
يُظهر أن قوله (ع): «سلوني» لم يكن خطاباً لجيلٍ مضى، بل نداءً مفتوحاً لكلّ عقلٍ يسعى إلى الحقيقة.

«عليٌّ (ع) ليس موسوعة علمية فحسب، بل هو ميزان المعرفة الإلهية، من عرفه عرف الله، ومن جهل نوره لم يعرف نفسه.» — محمد رضا الحكيمي